تشير الأرقام اليوم إلى حقيقة مؤسفة في العالم العربي، وهي ليست حقيقة جديدة في عالمنا المعاصر، ولكنها ازدادت مع كثرة المغريات الأخرى، وهي أننا أمة لم تعد تقرأ كما كانت في عهد مضى.
فعلى سبيل المثال، تذكر دراسة أن عدد ما يُنشر من كتب في العالم العربي بجميع دوله لا يتجاوز سنوياً خمسة آلاف كتاب.
ويتضح صغر هذا الرقم بمقارنته بما يُنشر في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، الذي يبلغ قرابة ثلاثمائة ألف كتاب.
والمشكلة أن الكتب التي تُنشر في العالم العربي على قلتها، فإنها تفتقر إلى كثير من المشوقات الفنية والطباعية والعلمية، وغالباً ما تكون مقررات دراسية يتم التخلص منها بعد انتهاء الفصل الدراسي وقضاء الامتحانات.
وفي ميدان الترجمة أشار تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي عام 2003 إلى أن عدد الأعمال المترجمة سنوياً إلى اللغة الإسبانية وحدها يصل إلى حوالي عشرة آلاف، وهذا الرقم فاق عدد كل الأعمال الغربية المترجمة إلى العربية خلال مجمل الألفية الماضية!.
وعند الحديث عن عادات القراءة عند الأطفال مثلاً، فإن الإحصائيات تقول إن الطفل العربي لا يقضي مع الكتاب في السنة كلها إلا سبع دقائق، في حين أن هذه الدقائق هي جرعة الطفل الأمريكي اليومية من القراءة. ويلاحظ على الكتب المخصصة لأطفالنا بأنها غير جذابة أيضاً.
والأطفال عادة ما ينجذبون نحو الكتب الملونة والمتقنة إخراجياً، التي تداعب حواسهم، ولافتقار المكتبات العربية لهذا النوع من الكتب، فإن أطفالنا يحجمون عنها، وهذا الإحجام يزداد مع وجود مغريات أخرى، كالفضائيات وألعاب الكمبيوتر وغيرها.
من المؤسف حقاً أن العرب اليوم لا يقرؤون ولا يحتفون بالكتاب، والأدلة البسيطة على ذلك أن الأسبوع الماضي احتفى العالم أجمع باليوم العالمي للكتاب، في حين مر هذا اليوم على العالم العربي مرور الكرام.
لماذا صرنا لا نقرأ على الرغم من أن القراءة والتعلُّم والتثقف من الأمور التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف، ولا سيما أن أول كلمة أوحى بها الله تعالى إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام هي (اقرأ)، وهي السر في أنه كانت للمسلمين حضارة أمدت الحضارات الأخرى بأنفس الكتب والروائع العلمية والأدبية؟!.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244