نردد دوماً وبكثير من الرضا قول الأصمعي: أشعر الناس امرؤ القيس إذا ركب والنابغة إذا رهب وزهير إذا رغب والأعشى إذا طرب.
ونقرأ ونقر لابن قتيبة إصراره على وجود عوامل نفسية تحرض الشاعر منها الشراب والطرب والطمع والغضب.
نتقدم قليلاً فنقرأ للجرجاني في كتابه (الوساطة بين المتنبي وخصومه) تعليلاً نفسياً يفسر ما يدفع بعض الناس لانتقاص المميزين وما يحرضهم على التقليل من شأنهم.
بعد كل هذا - وغيره أكثر منه - نجد رفضاً قاطعاً لتوظيف علم النفس في قراءة النصوص الأدبية وإصراراً على إقصائه بحجة أنه لم يولد لدينا تارة وبحجة أنه غير مفيد تارة أخرى!!
هو في تاريخنا منذ الأصمعي كما رأينا وربما قبله وهو لدى ابن قتيبة يبدو أكثر وضوحاً وهذا يكفي لإثبات أنه موجود لدينا منذ القدم مع إقرارنا أنه نما لدى الغرب. وأما أنه غير مفيد فهذا قول فيه من التعميم ما يكفي لرفضه إذ يصعب رفض أمر ما بالكلية.. والحق أن المبالغة في توظيف علم النفس تحيل النقد إلى مادة أخرى غير مادته لكن استغلاله يثري النقد ويزيده حضوراً في قلوبنا قبل عقولنا.
