عذب هو المسار التشكيلي لأنه حراك ديناميكي متجدد كما أنه في كل الأزمنة وفي كل الأمكنة يكون له حضور جميل يجلب المتعة والدهشة يأتي ذلك من خلال نصوصه البصرية المتعددة الأساليب والمدارس بل إنها متعددة الثقافات والبيئات ومن هنا جاء هذا العطاء الإنساني مفعماً بالجمال سواء من خلال وسائطه وعناصره أو من خلال مضامينه وأفكاره التي تمنح الملتقى الفرصة للإبحار في عوالمه وخوافيه القادرة على إيجاد ساحة حوار فكري وثقافي وبصري تنعش الذاكرة وتسموا بها إلى آفاق جمالية وتقنية أرحب.

ومن هنا كان من واجب الفنان التشكيلي وهو المسكون برهافة الحس وإيجابية الذائقة كان من واجبه وهو الإنسان الملي بمعطيات الجمال أيضاً أن لا يركن أو ينتابه الخمول والكسل لأنه مطالب بالحراك في كل الاتجاهات وفي كل الأزمنة والأمكنة. تراءت لي كل هذه الصور وهذه المعطيات من خلال معرفتي بعزم الفنان المتطور جداً - عبدالعزيز الناجم - على الانتقال إلى فضاءات عرض جديدة ربما تكون مغامرة جريئة تحسب لهذا الفنان الذي يعي جيداً ما يفعله وما من شك فإن العرض في بيئة فنية أكثر نضوجاً وخبرة من غيرها مثل محافظة جدة هو حراك جميل لأن جدة من أكثر المناخات جاذبية للعرض خاصة إذا علمنا حجم الذائقة الجمالية ومدى تغلل عشق الجمال في ناس جدة وأهلها وعمق الذائقة التي وصل إليها المتلقي هناك ومن هنا أيضا فإن عبدالعزيز الناجم - من خلال أطروحاته الأخيرة بدأ أكثر جاذبية وتشويق خاصة بعد انعتاقه من المرحلة السابقة التي تميل إلى المحافظة والسير بحذر واتجاهه بوعي إلى بعض الأساليب الجميلة كما في طرحه الأخير من خلال التعبير بأسلوب الأطفال التعبيري التلقائي بكل جاذبية ألوانه وتقنياته المفرطة بالتنظيم حدث آخر شدني وهو اتجاه الفنان الخلوق - أحمد السلامة شمالاً إلى الحدود الشمالية حيث أقام معرضاً شاملاً لتجربته الثرية هناك في (عرعر) حيث الحاجة ملحة وبقوة إلى مثل هذه المناخات الجمالية التي تحرك سكون الحركة التشكيلية في هذا الجزء الغالي من الموطن.

بقي أن أشيد بكل من الفنان عبدالعزيز الناجم والفنان أحمد السلامة على هذا الحراك التشكيلي الذي أجده أنجع الحلول لمواصلة البحث والتجريب في هذا العالم الجمالي العذب.