Al Jazirah NewsPaper Friday  11/04/2008 G Issue 12979
الجمعة 05 ربيع الثاني 1429   العدد  12979

تهاني من القلب
د. محمد منير الجنباز

 

بمناسبة زفاف سمو الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله وبارك له -.

ما للنجوم تَلألأتْ تتجدّدُ

وبَدَتْ قناديلُ الدّجَى تتوقَّدُ

فالبدرُ آذنَ بالقُدومِ وهذهِ

أنوارُهُ في الأفْقِ لاحَتْ تُنْجِدُ

يَدْنُو السّنَا منها يُحَوِّمُ فوقها

فالأرضُ مَهْدٌ والطريقُ مُعَبَّدُ

ظَهَرَتْ بَشائِرُهُ فذَاكَ محمّدٌ

فالسَّعْدُ أقبلَ والنَّدى وَالسُّؤْدَدُ

وبِزَوْرَقِ الأحلامِ مَرَّ بأنْجُمٍ

نَجْمُ السُّهَى يرنُو لَهُ والفَرْقَدُ

وإذا الكَواكِبُ تَسْتَعِدُّ تَحِيَّةً

والشُّهْبُ تَجْري في السَّمَاءِ وَتَرْصُدُ

زُهْرُ الكواكبِ خَبَّأتْ حبَّاً لَهُ

وَهُوَ المُوَلَّهُ بَاحِثَاً يَتَوَدَّدُ

نَادَتْهُ في غُنْجٍ وَدَلٍّ يَا هَوَى

أفْصِحْ فَمَنْ تَبْغِي وَقُلْ مَنْ تَقْصِدُ؟

فاسْتَعْرَضَ النَّجْمَاتِ أيْنَ حَبِيْبَةٌ؟

قَالوا أفِضْ وَصْفَاً وَبَعْدُ سَنُرْشِدُ

خَبّرْ عَسَى في الوَجْهِ أيُّ عَلامَةٍ؟

مِنْهَا سَنَعْرِفُ وَصْفَهَا وَنُحَدّدُ

مَا قد رأيتُ مِنَ الحَبيبِ عَلامَةً

إلا الحَيَاءَ بِوَجْنَةٍ تَتَوَرّدُ

هيَ سَارَةٌ أوَ مَا عَلِمْتُم لاسْمِهَا

وَقْعُ السّرورِ بقَلْبِنَا يَتَجَدّدُ

وَهُنَا النّجُومُ أشَرْنَ دونَ تَرَدُّدٍ

وَعَلَتْ زَغَاريْدٌ أتِلْكَ مُحَمّدُ؟

وَيَمُدُّ كَفّاً للحَبيبِ مُسَلّمَاً

في زورقِ الأحلامِ حَانَ المَوْعِدُ

أمُّ العريسِ وَقَلْبُهَا فَرحٌ بِهِ

تَدْعُو لَهُ عُرْسَاً هَنِيئَاً يُسْعِدُ

اللهُ يَعْمُرُ بالسَّعَادةِ حُبَّكمْ

وَيَِحُوطُكُمْ مِنْ شَرِّ عَيْنٍ تَحْسُدُ

قَلْبي يَفِيضُ سَعَادَةً بِمُحَمَّدٍ

وَعَرُوسِهِ للهِ هَذا المَشْهَدُ

والرّكْبُ أقبَلَ والدُّعَاءُ يَحُوطُهُ

وإلى المِنَصَّةِ في بَهَاءٍ يَصْعَدُ

حَفَّتْ بهِ الزّهَرَاتُ يمشي حَالماً

والغِيدُ تَضْربُ بالدّفُوفِ وتُنْشِدُ

يَحْمِلْنَ في كِلتَا اليدينِ مَشَاعِلاً

والبُلْبُلُ الصّدَاحُ بَاتَ يُغَرّدُ

يومٌ عَظيمٌ يَزْدَهِي بِمُحَمّدٍ

وَعَرُوسُهُ في زَيِّهَا تَتَفَرَّدُ

أفرَاحُكمْ عَاشَتْ سَيَبْقَى ذِكْرُهَا

دَهْرَاً وإنَّ لَهَا صَدَىً يَتَرَدَّدُ

يَا نَجْلَ سَلْمَانَ الأبِيِّ وَطِبْ بِهَا

نَفْساً فَأنْتَ مَعَ الغَرَامِ مُسَدَّدُ

فَابْدَأْ بِمَسْحٍ للجَبِيْنِ وَغُرَّةٍ

بِيَدِ اليَمِيْنِ فَذَاكَ فِيْهِ تِوَدُّدُ

وأفِضْ حَدِيثَاً فيهِ شَوْقُ مَحَبَّةٍ

واذْكُرْ خِصَالاً في حَبِيبِكَ تُحْمَدُ

وإذا انْتَهَى مَا في اللِسَانِ حَلاوَةً

فَدَعِ العُيُونَ بِحُسْنِهَا تَتَزَوَّدُ

في لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ تُولَدُ أُسْرَةٌ

فَازْرَعْ عَلَى اسْمِ اللهِ كَيْمَا تَحْصُدُ

هِيَ سُنَّة الخَلاّقِ في دُنْيَاكُمُ

وَبِهَا مَضَى خَيْرُ البَرِيّةِ أحمَدُ

وَبهَا نُبَاهي أنَّنَا مِنْ أُمَّةٍ

نَجْنِي الغَرَاسَ مَعَ الثَّوَابِ ونُحْمَدُ

لِيَدُومَ عِزُّ المسلمينَ بِنَسْلِهمْ

بِصَفَاءِ عِرْقٍ بالفَخَارِ نُمَجّدُ

أبْنَاءَنَا يَا قُرَّةَ العَيْنَيْنِ في

آبَائِهِمْ بُرُّوهُمُ وَتَوَدَّدُوا

رَبَّوكُمُ وَاللهُ يَعْلَمُ جُهْدَهمْ

سَهِروا اللّيَالي هَمُّهمْ أنْ تَرْقُدوا

وَفُؤَادُهُمْ إنْ قَدْ أَلَمَّ بِكُمْ ضَنىً

حَمَلَ الضَّنَى عَنْكُمْ وَفِيْهِ تَجَلُّدُ

وَحُبِيتُمُ عَطْفَ الأُمُوْمَةِ وَالرِّضَا

فَنَمَا لَكُمْ جِسْمٌ قَوِيٌّ جَلْمَدُ

مِنْهَا رَضَعْتُمْ مِنْ لِبَانٍ عِزَّةً

وَمِنَ الحَنَانِ بِقَلْبِ حُبٍّ تَرْفِدُ

لا تَعْجَبُوا! عَطْفُ الأمُومَةِ فِطْرَةٌ

وَخَصَالُهَا تَحْتَاجُ سِفْراً يَسْرُدُ

واللهُ وَصّانَا بها وَنَبِيُّهُ

نِعْمَ الوَصِيَّةُ للذي يَتَزَوّدُ

حتَّى بَلَغْتُمْ في الرّجُوْلَةِ مَبْلَغَاً

وَهُمُ هُمُ في العَطْفِ لَمْ يَتَرَدَّدُوا

فَاللهُ قَدْ وَصَّى البَنينَ أُبُوَّةً

في البِرِّ والإحْسَانِ نِعْمَ الَمقْصِدُ

إنَّ السَّعَادَةَ في اجْتِمَاعِ تَآلُفٍ

وَبهَا الحَيَاةُ تَرَابُطٌ وَتَوَّدُدُ

أُهْدِي لِوَالِدِكَ العَظِيمِ تَحيَّتِي

شَيْخُ العُرُوبَةِ حِيْنَ يُذْكَرُ نَسْعَدُ

فَاليَوْمَ أفْرَاحٌ وَبَسْمَةُ وَالِدٍ

وَضِيَاءُ وَجْهٍ قَدْ تَهَلَّلَ يَحْمِدُ

يَا سَيِّدَاً والمَكْرُمَاتُ تَحُفُّهُ

والنُّبْلُ في الأبْنَاءِ كَنْزٌ يُسْعِدُ

هِيَ بَسْمَةٌ تُبْدي سُرُورَ أُبُوَّةٍ

والعُرْسُ في سِفْرِ الزَّمَانِ مُخَلَّدُ

سَلْمَانُ يَا فَخْرَ الأبُوَّةِ هَلْ تَرى

كَرَمَ الإلهِ فَذَاكَ رَبٌّ يُعْبَدُ

هُوَ لِلشَّكورِ يَزِيدُهُ مِنْ فَضْلِهِ

وَلِمَنْ يَعِفُّ النَّفْسَ فَهُوَ مُؤَيِِّدُ

دامَ السُّرورُ بِرَبْعِكُمْ وَأَدَامَكُمْ

في صِحَّةٍ رَبِّي لِكَيمَا تَشْهَدُوا

أعراسَ أبْنَاءٍ وَأَحْفَادٍ لَكُمْ

يَا رَبَّنَا أنتَ السَّميعُ الأمْجَدُ


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد