بمناسبة زفاف سمو الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله وبارك له -. |
ما للنجوم تَلألأتْ تتجدّدُ |
وبَدَتْ قناديلُ الدّجَى تتوقَّدُ |
فالبدرُ آذنَ بالقُدومِ وهذهِ |
أنوارُهُ في الأفْقِ لاحَتْ تُنْجِدُ |
يَدْنُو السّنَا منها يُحَوِّمُ فوقها |
فالأرضُ مَهْدٌ والطريقُ مُعَبَّدُ |
ظَهَرَتْ بَشائِرُهُ فذَاكَ محمّدٌ |
فالسَّعْدُ أقبلَ والنَّدى وَالسُّؤْدَدُ |
وبِزَوْرَقِ الأحلامِ مَرَّ بأنْجُمٍ |
نَجْمُ السُّهَى يرنُو لَهُ والفَرْقَدُ |
وإذا الكَواكِبُ تَسْتَعِدُّ تَحِيَّةً |
والشُّهْبُ تَجْري في السَّمَاءِ وَتَرْصُدُ |
زُهْرُ الكواكبِ خَبَّأتْ حبَّاً لَهُ |
وَهُوَ المُوَلَّهُ بَاحِثَاً يَتَوَدَّدُ |
نَادَتْهُ في غُنْجٍ وَدَلٍّ يَا هَوَى |
أفْصِحْ فَمَنْ تَبْغِي وَقُلْ مَنْ تَقْصِدُ؟ |
فاسْتَعْرَضَ النَّجْمَاتِ أيْنَ حَبِيْبَةٌ؟ |
قَالوا أفِضْ وَصْفَاً وَبَعْدُ سَنُرْشِدُ |
خَبّرْ عَسَى في الوَجْهِ أيُّ عَلامَةٍ؟ |
مِنْهَا سَنَعْرِفُ وَصْفَهَا وَنُحَدّدُ |
مَا قد رأيتُ مِنَ الحَبيبِ عَلامَةً |
إلا الحَيَاءَ بِوَجْنَةٍ تَتَوَرّدُ |
هيَ سَارَةٌ أوَ مَا عَلِمْتُم لاسْمِهَا |
وَقْعُ السّرورِ بقَلْبِنَا يَتَجَدّدُ |
وَهُنَا النّجُومُ أشَرْنَ دونَ تَرَدُّدٍ |
وَعَلَتْ زَغَاريْدٌ أتِلْكَ مُحَمّدُ؟ |
وَيَمُدُّ كَفّاً للحَبيبِ مُسَلّمَاً |
في زورقِ الأحلامِ حَانَ المَوْعِدُ |
أمُّ العريسِ وَقَلْبُهَا فَرحٌ بِهِ |
تَدْعُو لَهُ عُرْسَاً هَنِيئَاً يُسْعِدُ |
اللهُ يَعْمُرُ بالسَّعَادةِ حُبَّكمْ |
وَيَِحُوطُكُمْ مِنْ شَرِّ عَيْنٍ تَحْسُدُ |
قَلْبي يَفِيضُ سَعَادَةً بِمُحَمَّدٍ |
وَعَرُوسِهِ للهِ هَذا المَشْهَدُ |
والرّكْبُ أقبَلَ والدُّعَاءُ يَحُوطُهُ |
وإلى المِنَصَّةِ في بَهَاءٍ يَصْعَدُ |
حَفَّتْ بهِ الزّهَرَاتُ يمشي حَالماً |
والغِيدُ تَضْربُ بالدّفُوفِ وتُنْشِدُ |
يَحْمِلْنَ في كِلتَا اليدينِ مَشَاعِلاً |
والبُلْبُلُ الصّدَاحُ بَاتَ يُغَرّدُ |
يومٌ عَظيمٌ يَزْدَهِي بِمُحَمّدٍ |
وَعَرُوسُهُ في زَيِّهَا تَتَفَرَّدُ |
أفرَاحُكمْ عَاشَتْ سَيَبْقَى ذِكْرُهَا |
دَهْرَاً وإنَّ لَهَا صَدَىً يَتَرَدَّدُ |
يَا نَجْلَ سَلْمَانَ الأبِيِّ وَطِبْ بِهَا |
نَفْساً فَأنْتَ مَعَ الغَرَامِ مُسَدَّدُ |
فَابْدَأْ بِمَسْحٍ للجَبِيْنِ وَغُرَّةٍ |
بِيَدِ اليَمِيْنِ فَذَاكَ فِيْهِ تِوَدُّدُ |
وأفِضْ حَدِيثَاً فيهِ شَوْقُ مَحَبَّةٍ |
واذْكُرْ خِصَالاً في حَبِيبِكَ تُحْمَدُ |
وإذا انْتَهَى مَا في اللِسَانِ حَلاوَةً |
فَدَعِ العُيُونَ بِحُسْنِهَا تَتَزَوَّدُ |
في لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ تُولَدُ أُسْرَةٌ |
فَازْرَعْ عَلَى اسْمِ اللهِ كَيْمَا تَحْصُدُ |
هِيَ سُنَّة الخَلاّقِ في دُنْيَاكُمُ |
وَبِهَا مَضَى خَيْرُ البَرِيّةِ أحمَدُ |
وَبهَا نُبَاهي أنَّنَا مِنْ أُمَّةٍ |
نَجْنِي الغَرَاسَ مَعَ الثَّوَابِ ونُحْمَدُ |
لِيَدُومَ عِزُّ المسلمينَ بِنَسْلِهمْ |
بِصَفَاءِ عِرْقٍ بالفَخَارِ نُمَجّدُ |
أبْنَاءَنَا يَا قُرَّةَ العَيْنَيْنِ في |
آبَائِهِمْ بُرُّوهُمُ وَتَوَدَّدُوا |
رَبَّوكُمُ وَاللهُ يَعْلَمُ جُهْدَهمْ |
سَهِروا اللّيَالي هَمُّهمْ أنْ تَرْقُدوا |
وَفُؤَادُهُمْ إنْ قَدْ أَلَمَّ بِكُمْ ضَنىً |
حَمَلَ الضَّنَى عَنْكُمْ وَفِيْهِ تَجَلُّدُ |
وَحُبِيتُمُ عَطْفَ الأُمُوْمَةِ وَالرِّضَا |
فَنَمَا لَكُمْ جِسْمٌ قَوِيٌّ جَلْمَدُ |
مِنْهَا رَضَعْتُمْ مِنْ لِبَانٍ عِزَّةً |
وَمِنَ الحَنَانِ بِقَلْبِ حُبٍّ تَرْفِدُ |
لا تَعْجَبُوا! عَطْفُ الأمُومَةِ فِطْرَةٌ |
وَخَصَالُهَا تَحْتَاجُ سِفْراً يَسْرُدُ |
واللهُ وَصّانَا بها وَنَبِيُّهُ |
نِعْمَ الوَصِيَّةُ للذي يَتَزَوّدُ |
حتَّى بَلَغْتُمْ في الرّجُوْلَةِ مَبْلَغَاً |
وَهُمُ هُمُ في العَطْفِ لَمْ يَتَرَدَّدُوا |
فَاللهُ قَدْ وَصَّى البَنينَ أُبُوَّةً |
في البِرِّ والإحْسَانِ نِعْمَ الَمقْصِدُ |
إنَّ السَّعَادَةَ في اجْتِمَاعِ تَآلُفٍ |
وَبهَا الحَيَاةُ تَرَابُطٌ وَتَوَّدُدُ |
أُهْدِي لِوَالِدِكَ العَظِيمِ تَحيَّتِي |
شَيْخُ العُرُوبَةِ حِيْنَ يُذْكَرُ نَسْعَدُ |
فَاليَوْمَ أفْرَاحٌ وَبَسْمَةُ وَالِدٍ |
وَضِيَاءُ وَجْهٍ قَدْ تَهَلَّلَ يَحْمِدُ |
يَا سَيِّدَاً والمَكْرُمَاتُ تَحُفُّهُ |
والنُّبْلُ في الأبْنَاءِ كَنْزٌ يُسْعِدُ |
هِيَ بَسْمَةٌ تُبْدي سُرُورَ أُبُوَّةٍ |
والعُرْسُ في سِفْرِ الزَّمَانِ مُخَلَّدُ |
سَلْمَانُ يَا فَخْرَ الأبُوَّةِ هَلْ تَرى |
كَرَمَ الإلهِ فَذَاكَ رَبٌّ يُعْبَدُ |
هُوَ لِلشَّكورِ يَزِيدُهُ مِنْ فَضْلِهِ |
وَلِمَنْ يَعِفُّ النَّفْسَ فَهُوَ مُؤَيِِّدُ |
دامَ السُّرورُ بِرَبْعِكُمْ وَأَدَامَكُمْ |
في صِحَّةٍ رَبِّي لِكَيمَا تَشْهَدُوا |
أعراسَ أبْنَاءٍ وَأَحْفَادٍ لَكُمْ |
يَا رَبَّنَا أنتَ السَّميعُ الأمْجَدُ |
|