القمة التي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأخاه الرئيس المصري حسني مبارك تكتسب أهميتها الكبيرة من ثقل البلدين الصديقين في المنطقة والعالم، ومن عمق وأخوية العلاقة بين البلدين وقائديهما، وكذلك من أهمية الأحداث الساخنة التي تجري في منطقتنا العربية، والتي من الأهمية بمكان أن يتبادل القائدان العربيان الكبيران التشاور حيالها، من أجل صالح شعوب المنطقة بأسرها. فالملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك يمتلكان خبرة كبيرة في الشؤون السياسية الدولية، وخاصة المتعلقة بقضايانا العربية، كما أنهما يتمتعان برؤية استراتيجية بعيدة المدى للأمور، ولا تنقصهما الحكمة والروية في معالجة أصعب الأزمات. وكم من أزمة كادت أن تعصف بالمنطقة العربية، لولا عناية الله تعالى ثم اتحاد المواقف وتبادل الرأي بين قادة المملكة ومصر في تاريخنا الحديث والمعاصر.
منطقتنا العربية تشهد أزمات خطيرة، قد تتعاظم إلى ما هو أسوأ إن لم يجتمع حكماء العرب ويضعوا لها الحلول، وعلى رأسهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك. فالفلسطينيون لا يزالون يعانون من صنوف القهر والإذلال على يد الإرهابيين الإسرائيليين، على الرغم من أن العرب قدموا يد السلام، بشهادة العالم، إلا أن الحقد الإسرائيلي يأبى إلا أن يمعن في الغطرسة والإرهاب. كما لا نبالغ إذا قلنا إن العراق يصارع من أجل البقاء والحفاظ على وحدة أراضيه من شبح التقسيم، ويكابد من أجل تحسين أمنه، وتحقيق المصالحة الوطنية، كي يبقى العراق عضواً عربياً فاعلاً ومنتجاً، وكي ينعم الشعب العراقي الشقيق بحقوقه المشروعية من أمن وطمأنينة ورفاهية.
كذلك تؤرق المنطقة العربية الأزمة السياسية التي تعصف بالداخل اللبناني، وقد تسوقه إلى حرب أهلية دامية، فشغور كرسي الرئاسة وتعطيل المؤسسات وعلى رأسها البرلمان، وشلل الحكومة بسبب عناد بعض الأطراف ووضعها للعراقيل أمام الحلول الهادفة إلى إنقاذ لبنان، لا يمكن أن يظل كما هو، فإما حلاً وإما الانزلاق إلى ما هو أدهى وأمر.
كذلك أزمة الملف النووي الإيراني التي قد تدخل المنطقة في دوامة جديدة من الصراعات المعقدة التي قد تنتهي إلى حرب لا يعلم حجمها ولا نهايتها إلا الله، وظاهرة الإرهاب الخطيرة التي لم تسلم منها الدول العربية وخاصة المملكة ومصر من شرها. ولا تقف القمة عند حدود الأزمات، وإنما تتعداها أيضا إلى تنمية العلاقات الأخوية بين المملكة ومصر، هذه العلاقات التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، والتي تعتبر نموذجاً مشرفاً من نماذج العلاقات العربية العربية.