لا يحتاج المبدعون العاملون إلى الحديث عن أنفسهم، تكفيهم أعمالهم وأفعالهم في ذلك، حيث تصبح لهم اللسان الناطق والبيان الشافي، الذي يسمعه ويراه الجميع، وبعد ذلك تصبح كل الألسن وجميع الشفاه ناطقة بأعمالهم وإبداعاتهم مثنيةً عليهم بها.
تشهد الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في المدة الأخيرة حراكاً ثقافياً واسعاً أخرجها من بوتقتها الضيقة إلى الإحساس بما حولها بشكل أكبر وأكثر فاعلية حتى أصبحت على كل لسان وبدأت تشهد منذ عام تحولاً كبيراً وانطلاقة مميزة بعد أن بقيت ردحاً من الزمن هي هي.
قفزة تلك الجامعة التي لا يعدها الكثير من المواطنين إلا جامعة معينة فقط بالطلاب الوافدين، قفزات إلى الأمام سبقت بها جامعات يفترض أنها معنية بطلاب الداخل، فجمعت الجامعة الإسلامية خيري الداخل والخارج.
والمتميز أنها استطاعت وبكل اقتدار أن تكسر الحاجز النفسي بينها وبين المجتمع، فانطلقت في إبداع تقديم أجل الخدمات للمجتمع، حيث تم فتح باب الدراسة والتعليم على مصرعيه - بطريقة مدروسة وممنهجة - لجميع أبناء الوطن، في مراحله المتنوعة جامعية وعليا، فحطت عن كاهل الوطن وأبناء الوطن نفقات وأموال وطاقات كانت تهدر وتضيع خارج الحدود، بل حفظت ما هو أشد من ذلك وأعظم من خلال حفظ أبناء الوطن الطامحين للعليا أن يترحلوا خارج الوطن في طلبها فيختطف أفكارهم ويعبث بها من يترصد لأبناء هذا الوطن في خارجه أو يتربص بهم شراً، فجعلت (سمننا في دقيقنا) وأبناءنا بين أيدينا يتعلمون ويتلقون ويتخرجون وينتجون على مرأى منا ومسمع.
وبعد مرور عام واحد فقط وجدنا الجامعة الإسلامية قد انفتحت على المجتمع وصارت المنتديات العلمية واللقاءات التي تجمع المجتمع المدني بالبارزين من علماء ومفكري الوطن طابعاً متميزاً لهذه الجامعة المعطاءة، فلقاءات كبار العلماء متوالية، والمبدعين من أبناء الوطن لهم حضورهم يروون للجميع كيف كانت إنجازاتهم وكيف صنع ولاة الأمر - حفظهم الله - أولئك المبدعين.
موضوعات شتى تحفظ على أبناء الوطن أفكارهم من الانحراف وتكشف زيف الباطل والإرهاب، موضوعات ومحاور لم تقتصر على الدين وعلومه بل انطلقت في عالم العلوم البحتة وإنجازات الوطن في مجالها، إبحار حر لا يقتصر على فئة ولا موضوع يهدف من ذلك إلى تنوير الفكر وتسديده والقيام بالمهمة الغائبة من مهام الجامعات لدينا وهي مهمة خدمة المجتمع.
اليوم الجامعة الإسلامية تنطلق في ميدان الريادة وأظنها ستحقق في القريب العاجل المزيد والمزيد بوركت الأيادي العاملة وجزى الله ولاة أمرنا خيراً على عنايتهم ورعايتهم بالوطن وأبناء الوطن.