وتلفّت التاريخ يشهد صفحة بيضاء في سجلات العمل الخيري الإنساني المتمثل في جمعية الأمير فهد بن سلمان لرعاية مرضى الفشل الكلوي. إن هذه الجمعية التي أسسها وتبناها ودعمها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض - حفظه الله- لهي بحق الصرح الإنساني المتكامل لرعاية مرضى الفشل الكلوي..

إن الجمعية وما تقوم به من دور رعوي حرصاً منها على راحة المرضى كانت سحابة الخير المحملة بالغيث واليد الحانية الباعثة للأمان والرحمة وتقديم العون والمساعدة لمرضى الفشل الكلوي.

إن للجمعية دورها البارز في دعم العمل الإنساني وجهودها الحثيثة خير شاهد على توفير العناية والرعاية والعلاج إيماناً بدورها الأخلاقي تجاه أبناء الوطن وتوفير سبل الراحة.. كان هذا الشعور القوي والشعور الملح والشعور المتوقد إحساساً بدورها الرعوي والإنساني تجاه مرضى الفشل الكلوي.. نبراسها في ذلك القول النبوي الشريف: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الجسد بالحمى والسهر) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.. إن هذا النص النبوي المقدس جعل ثمة شعوراً عظيماً للمسلم بأخيه المسلم وجعل التراحم والتكافل والتكاتف سمة أصيلة في بناء المجتمع على أسس من الحب والمودة والرحمة والتعاون، إن تشبيه الأمة بالجسد الواحد في الحديث الشريف له دلالته في إقامة القاعدة المتينة للعلاقة الإنسانية الوثيقة في مجتمع أساسه الترابط والتلاحم.

إن جمعية الأمير فهد بن سلمان كان لها كذلك مرجعيتها الدينية حيث أصدر سماحة مفتي عام المملكة -حفظه الله- بأنه من الجائز صرف أموال الزكاة لهؤلاء المرضى وذلك لدخولهم في المستحقين للزكاة الذين ذكرهم الله تعالى في الآية الكريمة:{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (60)سورة التوبة.

ولذلك نهيب بأهل الخير بدعم الجمعية حتى تستكمل مشوارها الذي بدأته في رعاية مرضى الفشل الكلوي.

إن الروابط والأواصر الإنسانية لجديرة بالفعل أن نوثق عراها بالتعاون على الخير والحث عليه: { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (2) سورة المائدة.

وفي الحديث القدسي خير دليل على منزلة من سعى لقضاء حاجة أخيه المسلم ومعاونته حيث يقول الحق جل في علاه فيما معناه لسيدنا داود: يا داود من سعى لقضاء حاجة أخيه ملكته الجنة يوزع منها كيف ما شاء.. إن الشعور الإنساني العظيم بالمرضى والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة هو قمة التوحد داخل النفس البشرية وعلى هذا المعنى الكريم وهذا الأفق السامي قامت جمعية الأمير فهد بن سلمان حتى توحد الشعور الإنساني وتجمع الناس على قلب رجل واحد يعطف الكبير على الصغير ويطبب الصحيح فينا العليل ويرفع الميسور الحال الضيق عن كل معسر إن هذه التعاليم التي قامت عليها مملكتنا من أول يوم خاطبت فينا العقول لينصهر الجميع في قالب إيماني إنساني يأخذ فيه القوي بيد الضعيف..

إن أهداف الجمعية تنبثق من الشعور الإنساني والإحساس بالمسؤولية تجاه مرضى الفشل الكلوي.

إن شعارها هو اليد الحانية التي تمسح الألم عن المريض ومساعدة المحتاجين من الذين ابتلاهم الله بالفشل الكلوي وكذلك الإسهام في تأمين الأجهزة والأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بالفشل الكلوي وتشجيع ودعم البحث العلمي وبرامج الوقاية والتوعية الخاصة بأمراض الكلى ودعم برامج التبرع بالأعضاء من المتوفين دماغياً بالوسائل الممكنة وتقوم جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي بدورها البارز في تأمين الرعاية الصحية والاجتماعية المثلى لمرضى الفشل الكلوي وتدعيم برامج زراعة الأعضاء بشكل عام وبرنامج زراعة الكلى بشكل خاص وتعمل الجمعية على التقليل من الإصابة بمرض الفشل العضوي النهائي من خلال زيادة أعداد المتبرعين بالأعضاء وتقوم الجمعية بتنظيم التبرعات العينية والمادية التي يقدمها أهل الخير من رجال وسيدات المجتمع للوصول إلى استخدام هذه التبرعات الاستخدام الأمثل لتعم الفائدة المرجوة من تأمين خدمة علاجية وطبية متميزة للمرضى، ولقد قامت الجمعية بعملية مسح ميدانية لمراكز الغسيل الكلوي في مدن ومحافظات المملكة لتقف على العوائق التي تقابل تلك المراكز حتى تمكنها من اجتياز هذه العوائق وإيجاد الحلول المناسبة وكذلك تعمل الجمعية جاهدة على التثقيف والوعي الصحي لأفراد المجتمع من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وهكذا تطالعنا جمعية الأمير فهد بن سلمان من أنبل شرفات التاريخ.