Al Jazirah NewsPaper Friday  11/04/2008 G Issue 12979
الجمعة 05 ربيع الثاني 1429   العدد  12979
غيبك القدر ومازلت حاضراً يا أبا مرضي..!!
حبشان بن ناصر آل حبشان

حين تغيب الروح ويبقى العمل الصالح...

حين يغيب المربي ويبقي لنا نهج وسلوك يحتذى به..

حين يبكي البعيد على فراقه قبل القريب..

حين يعزى الفقراء والمساكين على فراقه قبل أن يعزى ذويه..

حينها اعلم أن الفقيد هو الشيخ فهد بن مرضي آل حبشان

رحلت عنا يا أبا مرضي وما رحلت أعمالك الصالحة التي نراها في أرجاء المعمورة، غيبك القدر أيها الشيخ الفاضل وتركت فراغاً كبيرا لا يملؤه أحد سواك.

لكن الحقيقة تقول:

ما مات من تسوقه قدميه للمسجد، من اعتادت الروضة الشريفة على تواجده حتى أصبح قلبه معلقاً بالمساجد..

ما مات من تشهد له مصابيح الحرم المكي بملازمتها لتفطير الصائمين كل رمضان..

ما مات من واظب على قيام الليل..

ما مات من قدم العون للمحتاجين في كل مكان...

ما مات من لم تشغله دنياه عن آخرته، كان عوناً للدعاة والدعوة..

ماذا عساني أقول في إنسان كان للجميع أباً وأخاً....

لا تجد أحداً إلا ويحب أبا مرضي ويستأنس بوجوده وحديثة.. ولا تجد أحداً من الصالحين إلا ويحبه العم فهد ويقدره ويحتفي به.. لله درك كم أنت كبير بمحبتك وطيبتك

قال لي شاب من إحدى المدن التي زارها أبا مرضي: كنت جالساً مع العم فهد وقال لي يا ولدي على المسلم أن يؤثث قبره، يقول: قلت كيف ذلك يا عم. قال: عليك بالتقرب لله بالأعمال الصالحة.

قلت وأنا أعرف مدى ارتباط هذا الشاب بالشيخ فهد: يبدو عليك الحزن الشديد لوفاة العم فهد؟

قال: وكيف لا أحزن وأنا وقفت وبتوصية من العم فهد على أسر فقيرة ومحتاجة في محافظتنا ومنهم من أبنائهم مصابين بإعاقات مختلفة، وكانت معونات العم فهد تصلهم كلما علم بحاجتهم. كان يسألني عن أحوالهم كلما غبت عنه فترة طويلة. لقد أشركني العم فهد في الأجر حينما كنت أوصل لهم المساعدات فكيف لا أحزن.!.

يا شيخي الفاضل

من المؤكد أن الزائر لمكة سيبكيك.. بكاء طفل فقد أمه، سيبكيك عندما يتذكرخُطاك للحرم المكي.. مازلت أتذكرك وأنت توزع التمرات على الصائمين في الحرم المكي، كم كنت حريصاً على أن تقوم بذلك بنفسك.

كانت نزهتك هي مجالس الذكر.. وكانت سياحتك ما بين مكة والمدينة المنورة...

أبي العزيز وشيخي الفاضل.

ما زلت أتذكر أجمل اللحظات التي تشرفت بقضائها معك في كل مكان كنت أنت تجمله وتسمو به بتواجدك. كان شرف لا يضاهيه شرف يسجل في ذاكرتي.

وإني كابن من بين أبنائك الكثر، لأحفظ لك في قلبي حباً لا يعلمه إلا الله.. ويكفي أنك أرحتني بقولك: القلوب شواهد يا ولدي.

ختاماً أيها الشيخ الطيب..

أشهد الله أن العين لتدمع على فراقك والقلب ليحزن وأن عزاؤنا هو ما يشهد به الجميع عن إيمانك القوي وأعمالك الصالحة وصلتك الكبيرة بربك العظيم، و مهما عبرت وسطرت عن حبي وحب الجميع لك فسنظل مقصرين.

سنروي لأبنائنا سيرتك العطرة، سيرة شيخ سما فوق السحاب بطاعته لربه وطهارة قلبه الطيب وكرمه الحاتمي.

أسأل الله رب العرش العظيم أن يجزيك الجنة ويجعل منزلتك في الفردوس الأعلى وأن يجمعنا بك وبأهلنا وذوينا مع النبيين والصديقين والصالحين إنه ولي ذلك والقادر عليه.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد