حظيت بدعوة كريمة من دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة إدارة الفنون، المركز العربي للفنون، للمشاركة في ندوة عن النقد تحمل عنوان: (تحولات الراهن ومستقبل النقد الفني العربي في ظل انفتاح الأنساق الفكرية الإنسانية) تضمنت العديد من المحاور المهمة لمستقبل النقد التشكيلي في العالم العربي، هذه الندوة بمن شارك فيها من الأسماء المعروفة على المستوى العربي والعالمي بمثابة دورة متكاملة أضافت لي الكثير من المكتسبات وكشفت العديد من القواسم المشتركة التي يعاني منها النقد في عالمنا العربي عامة ومن بينها واقعنا التشكيلي السعودي، هذه الندوة وسابقاتها التي شارك في إحداها الزميل الناقد عبد الرحمن السليمان تشعرنا بأمرين.. الأول: قناعة الآخرين بجهودنا في هذا المضمار.. وثانيها: أن ما نقدمه من خلال الأقلام السعودية له مكانته وحضوره عند النقاد العرب رواد هذا المجال.. وهذا ما أسعدني وحمَّلني وزميلي السليمان مسئولية أكبر في قادم الأيام مع ما تحملناه في السابق، شعرت وقتها أن الفن التشكيلي العربي في حاجة ماسة لمثل هذه اللقاءات للنهل مما يحمله المشاركون من تجارب كبيرة في ساحة النقد كما كان لي مكسب التعرف عن قرب على أصحاب أقلام كنت أتابعها بشغف وأستنير بها.
وتأتي هذه الندوة ضمن الخطة المتبعة في مركز العالم العربي ويقوم على إعدادها الفنان والناقد طلال معلا الذي أثرى الساحة التشكيلية العربية بقلمه وببرامج المركز الكبيرة التي أثمرت العديد من الكتب والإصدارات والندوات.
أعود للإشارة عن هذه الندوة وما تضمنته من عناوين لمحاورها ومحاور سابقاتها تحمل مضامين مستقبلية تتعدى رأس الأنف إلى آفاق أكبر فأصبحت بها الندوة حدثاً تشكيلياً يتجدد عاماً بعد عام تختتم ببيان يشتمل على توصيات هامة تنتظر دعم الجهات ذات العلاقة بالفنون في مختلف دول وطننا العربي، مثل هذه الندوة ومستوى الفكر الراقي في اختيار المحاور مع ما أضفاه المشاركون في طرحهم من آراء ومقترحات في حال تنفيذها ما يمكن به تطوير واقع التشكيل في العالم العربي عامة وإزالة العقبات لمواجهة عالم تشكيلي يسوده الغموض وتعددت فيه سبل طمس الهوية لانتشال ما علق بنا من تدني الوعي ابتداء من التصدي للمحاولات المضنية لحجب دور النقد ووصولاً إلى مساحة حرة من الانفتاح على العالم والاستفادة من الجديد فيه دون الإخلال بالقيم الفنية والأخلاقية.
هذه الندوة وسابقاتها التي أصدر لها كتيبات تتضمن أوراق عمل المشاركين تُعتبر مرجعاً كبيراً ومثالاً حياً يُعتمد عليه في تقييم الفعل الإبداعي وبناء وعي عام يبدأ من الذات ويتواصل مع الآخر عبر منظومة محكمة البناء.
في الختام أود الإشارة إلى أننا سننشر ملخصات لأوراق العمل التي قُدمت في هذه الندوة في صفحة الفنون التشكيلية بالمجلة الثقافية بالجزيرة.
MONIF@HOT MAIL.COM