سعدنا بالأرقام الضخمة التي دفعت مقابل اقتناء الكتب في معرض الرياض الدولي للكتاب.. ذلك أننا استنتجنا منها أننا شعب مثقف مقبل على القراءة.. لكن هل تعكس هذه الأرقام الحقيقة أم إنها مجرد ادعاء ورغبة في المحاكاة؟
ليس الجزم يسيراً فنحن دون ريب نشتري بشوق ونقتني بحرص ومحال أن يكون كل هذا ادعاء.
في المعرض التقيت رجلاً في عقده الخامس وسمعني أتحدث لزميل عن بعض الدواوين فسألني فوراً ودون تقديم: لو سمحت (وش أشتري؟).
تملكتني الدهشة ولم أفهم فشرح مشكوراً بقوله:
أريد دواوين لكن لا أعرف ما أختار.
وللحقيقة فقد اخترت له واشترى وكان المبلغ كبيراً ذلك أنه لم يتردد أمام أي ديوان.
أحد الأصدقاء المثقفين تردد كثيراً في شراء الكتب ولما سألته عن السبب قال: الكتب التي اشتريتها العام الماضي ما زالت كما هي فأنا لم أفتح واحداً.
أحد زوار المعرض خرج بأكياس كثيرة وسمعته يفاخر فقط بالمبلغ الذي دفعه ولم يتحدث عن كتاب واحد مما اشترى.
وبعد.. أليس الحكم عسيراً على دلالة تلك الأرقام التي دفعت مقابل اقتناء الكتب؟
من يستطيع الإفادة؟