في إطار برنامج القافلة الثقافية لشهر مارس - آذار الجاري اختتمت في الشارقة الندوة التخصصية التي نظمتها دائرة الثقافة والإعلام تحت عنوان (تحولات الراهن ومستقبل النقد الفني العربي في ظل انفتاح الأنساق الفكرية الإنسانية)، والتي عقدت أول جلساتها بالمركز الثقافي في خورفكان بحضور الأستاذ عبدالله العويس، مدير عام دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، حضر حفل الافتتاح الأستاذ هشام المظلوم مدير إدارة الفنون، والأستاذ طلال المعلا مدير المركز العربي للفنون، وعدد من مسئولي الدوائر والهيئات الحكومية والمحلية في المنطقة الشرقية، ولفيف من النقاد والأكاديميين المتخصصين في الفكر الفني والنقد العربي.
وقد أشار العويس في كلمته إلى أن انعقاد ندوة تحولات الراهن ومناقشة مستقبل النقد الفني العربي يأتي بناء على توجيهات حكيمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفي إطار حرص سموه على تمهيد الطريق نحو مجد المعرفة والفكر والثقافة والعلوم والفنون باعتباره أحد الروافد الكبرى لاستنباط عبرة التاريخ والنظرة الواثقة للمستقبل.
وقد تمت الجلسات على النحو التالي :
الجلسة الأولى:
شارك فيها د. سلمي بن عامر ود. إحسان عباس ومحمد العامري وموسى الخميسي.
الجلسة الثانية:
شارك فيها محمد الجزائري ومحمد مهدي حميدة ود. عبد الكريم السيد ومحمد المنيف.
الجلسة الثالثة:
شارك فيها د. علي الثويني وعبد الله كروم وخليل قويعة وطلال معلا.
* محاور الندوة
الجدير بالذكر أن الندوة شملت عددا من المحاور جاءت على النحو التالي :
بناء المتصدع في علاقة الحداثة بما بعدها، والكتابة والافتتان بمغامرة التفكيك، والمآخذ على مناهج ما بعد الحداثة، والكتابة النقدية والتحولات التقنية، وكيف نقرأ الفن العربي الراهن؟ وواقع الخطاب النقدي الفني الراهن، وهوية الفن العربي.. ادعاء أم حقيقة؟ والمؤسسات الراعية والداعمة لاتجاهات ما بعد الحداثة، والأسواق الفنية العالمية والفن العربي، والفعاليات الكبرى في المنطقة العربية ومتغيرات الفن، والاحتمالات والتوقعات للمشهد الفني العربي في ضوء المتغيرات، وسياقات النص النقدي الفني في الإعلام العربي، وترجمة أفكار أم ترجمة قيم في الانفتاح على الآخر؟ وتفكيك النقد أم نقد النقد في الكتابة الجديدة؟ والنشر المتعدد ودوره في بناء الصلة بالأفكار الجديدة، والتجريب النقدي بين ادعاء الحوار والمشاركة في التسلط، وموضوعات الكتابة الجديدة.. الحرية وحدود انضباطها، والشخصي والاجتماعي في الحوار النقدي الجديد، ومن يؤسس الوعي، الذات أم الآخر؟ والكتابة النقدية الفنية.. الاختلاف والمؤالفة، والماضي والحاضر والوعي بالفنون الراهنة، وفنون ما بعد الحداثة واختراق الكتابة التشخيصية.
وصرح طلال معلا مدير المركز العربي للفنون عن الندوة قائلا: إن الانتقال بين القرون، أو المضي في الزمن الجاثم على عديد الشهادات الإبداعية، يقتضي توفر عناصر محددة لبناء موضوعات العصر الذي ننتهي إليه. ويبرز هذا الأمر في الفكر والثقافة والفنون باعتبارها تعيد طرح الذاكرة الإنسانية وفق الاختيارات المتجددة، وفي إطار الفضاءات الحوارية التي تعني أيضا تميز الانقلابات في المفاهيم والرؤى والقيم. أي الانقلاب بالمصطلحات على ما كانت تهيمن عليه في فترة دون أخرى لتحقيق النجاحات التي تؤمن اندماجاً حضارياً لقوى المجتمعات الذاتية، وأضاف المعلا: وقد لاقت الفنون التشكيلية الإنسانية في حراكها التطوري الكثير من الصدام في آليات الانتماء الذاكراتية، وبالارتباط بكل ما يعطي منجزها التراكمي ملامح الهوية التي كانت الشغل الشاغل لنقد القرن العشرين إلى جانب طروحات الشمولية والعالمية والانتماء للحداثة وما بعدها.. كما أن التحضير لدخول الألفية الثالثة بادراك النظرة الفلسفية للعولمة ومتطلباتها يبرز في السنوات الأولى لهذا القرن عبء التعارض بين العقل البشري ومناهج التفكير التي ينتجها لبناء توافقات تتعلق بالتوازن في العلاقة مع المركز وكل ما يترتب في الابتعاد عنه أو في تشظيته على أبعد تقدير، واختتم مدير المركز العربي للفنون تصريحه قائلاً : لا نظن على الإطلاق بأن قضايا كالذاكرة والهوية أو العولمة هي قضايا تخص المبدع العربي دون سواه، فهي قضايا إنسانية تناقشها المؤتمرات والندوات، وتشكل مادة للحوار الفكري والثقافي، ومادة أساسية للنقد بشكل عام، ولكل ما تحتويه المجلات والصحف والدوريات والأبحاث مما يشعرنا بأننا دائماً في إطار الفكرة المطروحة لتأسيس وجهة نظرنا وإضاءة الجوانب المتعلقة بإبراز أفكارنا وأفكار من نحاورهم أو بإظهار أحكام الآخرين على ذات القضايا الجمالية لتوسيع النظرة والإكثار من احتمالات تقليب الأمور.
* متابعة ورصد
هذا وسوف نستعرض محاور الندوة ونستخلص منها ما يمكن نشره على حلقات في أعداد المجلة الثقافية الصادرة يوم الاثنين.