يتواصل الفنان التشكيلي المتألق طه صبان مع أدواته ومعطياته المتجددة بكل حرفنة ودراية ووعي تام ولا يزال طه يمتطي صهوة الإبداع لأنه كما نعلم من القلة القليلة من المنشغلين بالعمل الفني الذين يتعاملون مع العمل نفسه وفق احترافية تقنية لونية هائلة ومن هنا فهو من القلة أيضاً الذين يحيلون فضاء اللوحة إلى سمفونية لونية ناطقة بكل المعطيات الفنية والتقنية بما يؤكد حضور هذا الفنان وتوهجه الدائم يتكئ الصبان على ذاكرة زاخرة بالأحداث الاجتماعية والحياتية ومخزون تراثي وثقافة عصرية واعية بكل معطيات اللحظة بما يمنحه القدرة على إيجاد توليفة مدهشة ما بين الأصالة والمعاصرة يتجلى ذلك أيضاً في أعماله الموغلة حتى النخاع في البيئة الحجازية بكل معطياتها سواء في الفن المعماري أو نمط البناء والأزمة والحارات المسكونة بالحياة الشعبية البسيطة بكل معانيها ومعطياتها الجمالية والسلوكية إضافة إلى رائحة البحر وتزاوجه الجميل مع الفضاء الأرحب وفق توزيع لوني متناغم لا يجيده إلا الصبان.. تأتي كل هذه المعطيات لهذا الفنان في ظل ما نشاهده اليوم من تخبط فاضح سواء في مجال التكتيك أو المضامين والأشكال أيضاً مما جعل الساحة التشكيلية تعيش حالة من انعدام التوازن وبما يجعل المتلقي وهو المعادلة الأهم في المسار قلقاً حائراً أمام هذه الأطروحات التي وفق هذا اللا وعي وهذه الفوضى والتخبط اللذان ربما أدى تناميها إلى بعث القلق في نفوس من يعنيهم أمر التشكيل..
هذه الحالة التي جاءت ربما نتاجاً طبيعياً لارتفاع إيقاع رتم الحياة العصرية وتسارع معطيات الآلة والتقنية ووسائل الاتصال.
أعود لطه وهو كما قلت من القلة القليلة التي لا تزال تمسك بزمام الأمور من خلال حفاظه على قوة الربط ما بين الأصالة والمعاصرة في طرحه وما هذه البانوراما التي يتحفنا بها الصبان في كل إطلالاته إلا شاهد ومؤشر لمدى ما يملكه الصبان من معطيات ثقافية وتقنية ولونية وتراثية أوصلته إلى هذه المرحلة المتقدمة جداً في هذا المجال الإبداعي الجميل.
تحية للفنان طه صبان على حضوره الجميل والتحية لكم أنتم أيها الأحبة!!