ألقيت في حفل منح جائزة الملك فيصل العالمية عام 1428هـ 2008م |
حان اللقاء فهات الطرس والقلما |
واكتب عن القلب ما أخفى وما كتما |
واسكب جداول وُدٍّ في تدفقّها |
تنداح عبر المدى أصداؤها نغما |
نمنمت بوح الهوى فيما مضى فأتى |
عذباً حروفاً ومعنى شائقاً كَلِما |
وقلت: وَجْد المعنَّى لم يمرّ به |
ركب الجديدين إلا زاده ضرما |
وكيف ينجو فؤاد من توجّده |
على سويدائه قاضي الهوى حكما؟ |
ألقاه في اليمِّ مكتوفاً جمال صبا |
على محيّا ملاكٍ لاح وارتسما |
ومقلتا طفْلة قتَّالَتا حَوَرٍ |
ما عاش إلا هروباً منهما لهما |
وقلت ما قلت عن مضنى صبابته |
أوارها ضجَّ في الوجدان واحتدما |
وعن معاناة من أودى الهيام به |
حتى ذوى الجسم في برديه وانصرما |
لم يلتفت لرقيب العمر يعذله |
ولا بما يقتضيه أمره التزما |
وقلت والقول ما كانت بوادره |
صدقاً وكان مع الأفعال منسجما |
ما كنت متخذاً ركب الهوى عضداً |
ولا تعشّقت من لوعاته الألما |
لو لم تكن تخلب الألباب فاتنتي |
طرفاً وثغراً تلذّ العين مبتسما |
لو لم تكن تتباهى رفعة وعُلا |
بين الأنام وتزهو في الورى شمما |
مليكة ترتدي في يوم زينتها |
ثوباً قشيباً بديع اللون محتشما |
بنت الثلاثين عاماً فيض راحتها |
أوفى وأجزل في أرجائها كرما |
بنت الثلاثين ما حادت مسيرتها |
لذروة المجد عن نهج لها رُسِما |
سَلِ الخبير عن الترشيح هل لزمت |
غير الحياد؟ وإلا فاسأل الحكما |
بنت الثلاثين.. ما أسمى رسالتها |
غرّاء تختار من أرجائها القمما! |
من مشرق الأرض أو من حيثما غربت |
نال الجدير بها الإكرام واستلما |
كم رائدٍ قدّرت فيه ريادته |
فقدّرت في صدى تقديره أمما |
ما بين خادم إسلام يميّزه |
قول وفعلٌ همى كالغيث نفعهما |
وعالم فاق في دنيا تخصصه |
من كان في جيله من نخبة العلما |
ومبدعٍ زانه فكرٌ وموهبةٌ |
فطوّعت يده في طرسه القلما |
بنت الثلاثين: إنجازاً تعهّده |
من حارب اليأس في دنياه والسأما |
أعطى الإمارة ما شاءت مطالبها |
وراق ما خطّه شعراً وما رسما |
بنت الثلاثين.. أعراساً تشرّفها |
قيادة ذكرها في الخافقين سما |
آلت على نفسها عهداً وديدنها |
أن يحفظ العهد -مهما كان- محترما |
هذا هو الفعل: برهاناً تقدّمه |
أرضٌ تضم ربوع الوحي والحرما |
إن كنت عبّرت عمّا دار في خلدي |
فما رميت ولكن الإله رمى |
عبدالله الصالح العثيمين |
|