في محاضرته بخميسية الوفاء قسَّم أمين عام (دارة الملك عبدالعزيز) فهد السماري الباحثين إلى قسمين (أكاديمي ومهتم) الأكاديمي من يبحث في التاريخ والأدب وغيرهما وفق المعايير الأكاديمية المعروفة التي أخذها عبر الرواق الجامعي، والباحث المهتم - بحسب السماري - يمثل الشريحة الكبيرة من الباحثين الذين يبحثون في تاريخنا المحلي ليس لدوافع أكاديمية معروفة، بل لدوافع علمية لا صلة لها بالرغبة في حمل شهادة علمية أو ترقية وظيفية، بل الهدف الأبرز ذاتي كأن يكتب هذا المهتم عن أسرته أو بلدته أو قبيلته أو أحد الأعلام - وليسمح لي أخي العزيز السماري أن أستعير منه هذا التقسيم لأوظفه في هذا المقال للحديث في العلاقة بين هاتين الشريحتين.
بادئ ذي بدء ألا يحق لي أن أسأل أي الشريحتين أكثر عدداً، أو أغزر إنتاجاً؟
ومع علمي بأن الجواب لا يمكن بصورة دقيقة إلا أن الواضح للعيان أن الباحث المهتم أكثر نتاجاً وعدداً من شقيقه الأكاديمي، (كذا يبدو لي على الأقل!) كما أني أجزم أن العلاقة بين الشريحتين ليست مثالية، فالأكاديمي ينظر إلى المهتم نظرة قد يعلوها بعض الفوقية كونه لم يتخرج من الرواق الأكاديمي، ولا يهتم بالضوابط والمعايير المرعية عند الكتابة وبالتالي فكتابة المهتم فيها ما فيها من أوجه النقص.. وأما الباحث المهتم فنظرته إلى شقيقه الأكاديمي لا تقل عن النظرة إليه فهو يرى أن الأكاديمي يروح ويجيء مع الترقية والبحث عن الصعود في السلم الوظيفي ولو لم تكن الكتابة سبيلاً إلى الترقية لما كتب سطراً واحداً (!) واكتفى بتعليم الطلاب وإلقاء المحاضرات، هذا ما يقوله هؤلاء وأولئك بشكل عام، وإن كان هذا الكلام ليس معمماً لدى كلا الشريحتين، لكنه يحكي واقعاً قائماً يلمسه كل من تواصل مع الشريحتين.
وقبل أن أنهي هذه المقالة الأولى في هذا الموضوع المهم سأسأل سؤالاً مهماً.. هل يُوجد من الشريحتين من وفق إلى مسك العصا من المنتصف وأخذ خير الخيرين وترك شر الشرين والعمل بإيجابيات هذه الشريحة وأخذ محاسن الشريحة الأخرى، هذا ما سنراه في الأسبوع القادم - بإذن الله -!!
فاكس: 2092858
Tyty88@gawab.com