لندن - واشنطن - رويترز
غادر الأمير هاري أفغانستان أمس الأول الجمعة بعد تسرب أنباء أنه قاتل على الخطوط الأمامية منذ عشرة أسابيع. وغادر هاري (23 عاما) - وهو حفيد الملكة إليزابيث الثاني ملكة بريطانيا والثالث في ترتيب الولاية على عرش بريطانيا - أفغانستان مبكراً وسط مخاوف على أمنه وأمن الجنود الذين يقاتلون إلى جانبه. وأرسل هاري في ديسمبر كانون الأول، ولكن لأسباب أمنية وبالاتفاق مع وزارة الدفاع البريطانية لم تنشر وسائل الإعلام البريطانية نبأ إرساله إلى هناك. وانهار الاتفاق بعد أن نشرت مواقع ألمانية وأسترالية وأمريكية على الإنترنت هذه الأنباء يوم الخميس الماضي. وقالت وزارة الدفاع إن قرار سحبه (اتخذ في المقام الأول على أساس أن التغطية الإعلامية العالمية عن الأمير هاري في أفغانستان قد تؤثر على أمن الأشخاص الذين ينتشرون هناك، بالإضافة إلى الأخطار التي يمكن أن يتعرض لها كجندي). واتسم أداء هاري نجل الأمير تشارلز والأميرة الراحلة ديانا بالنشاط خلال الأسابيع العشرة التي أمضاها في القتال، وكان مسؤولا عن إصدار أمر شن غارة جوية على مواقع لطالبان في إقليم هلمند الخطر في جنوب أفغانستان، كما أنه قام بدوريات راجلة في أنحاء القرى المحلية، وأطلق النار على من يشتبه أنهم مقاتلون.
وهذه أول مرة يشارك فيها أحد أفراد العائلة المالكة في عمليات قتالية منذ حرب فوكلاند قبل 25 عاماً عندما قاد الأمير أندرو عم الأمير هاري طائرات هليكوبتر. وأصبح هناك قلق متزايد من أن يصبح هاري هدفاً لطالبان أو القاعدة أو متشددين آخرين يعملون في أفغانستان بعد أن أصبح وجوده هناك معروفاً.
وعند الإعلان في العام الماضي أن هاري قد يتم إرساله إلى العراق هددت جماعات متشددة بخطفه أو قتله. وألغي إرساله إلى هناك فيما بعد.
من جهة أخرى اختلف ياب دي هوب شيفر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أمس الأول الجمعة مع تقييم للمخابرات الأمريكية قال إن الحكومة الأفغانية تسيطر على 30 في المائة فقط من البلاد، وإن طالبان تسيطر على عشرة في المائة. وأشار التقييم، الذي كشف النقاب عنه مايكل مكونيل مدير المخابرات الوطنية الأمريكية يوم الأربعاء، إلى أن باقي الأراضي الأفغانية تخضع لسيطرة جماعات محلية. وقال دي هوب شيفر في واشنطن بعد اجتماع مع الرئيس جورج بوش (لا أتفق في الرأي مع هذا التحليل). ولم يقدم دي هوب شيفر تقييماً بديلاً، ولكنه قال إن الأرقام الأمريكية لا تتفق مع آراء قادة القوة التي يقودها حلف شمال الأطلسي والتي تحاول تحقيق الاستقرار في أفغانستان.
ويأتي الخلاف وسط قلق متزايد في واشنطن بشأن الحرب في أفغانستان، حيث زاد مقاتلو طالبان من التفجيرات الانتحارية والهجمات بالسيارات الملغومة خلال العامين المنصرمين. وشكك أيضا دي هوب شيفر في أن السيطرة القبلية على أجزاء من أفغانستان تمثل إخفاقاً للمجتمع الدولي. وأشار إلى أن سيطرة القبائل التقليدية وليس طالبان تمثل نجاحاً. وقال في كلمة استضافها معهد بروكينجز لأبحاث الرأي (أي نوع من المجتمعات أفغانستان؟.. إنه مجتمع ذو تركيبة قبلية. حكم القبائل لأجزاء كثيرة، وهي تحكم بواسطة هذا النظام الذي عرفته البلاد منذ عصور، لا يعني أننا أخفقنا. إنه يعني إلى حد ما أننا ناجحون في أفغانستان).