موسكو - أ ف ب
بدأت مساء أمس السبت في الأراضي الروسية عمليات الاقتراع في الانتخابات الرئاسية ومن المتوقع أن يقوم الناخبون الروس على الأرجح بتزكية خيار الكرملين من خلال انتخاب ديميتري مدفيديف رئيساً جديداً لروسيا الذي سيشكل مع فلاديمير بوتين شريكين بدون مستقبل واضح في قيادة روسيا.
وبدأ الاقتراع في روسيا التي تمتد أراضيها على 12 منطقة زمنية، مساء أمس في كامتشاتكا وتشوكوتكا في أقصى الشرق الروسي لينتهي اليوم الأحد في جيب كالينينغراد في أوروبا.
وفي غياب توقع مفاجأة انتخابية حقيقية، بحسب استطلاعات الرأي، فإن المحللين يركزون منذ بعض الوقت على ما بعد الانتخابات والمعطى الأساسي المجهول فيها المتمثل في قابلية استمرار الشراكة بين بوتين ومدفيديف.
والرئيس (المنتهية ولايته) الذي كان عين (مرشحه) للرئاسة، تعهد بتولي منصب رئيس الوزراء الذي لا يحظى بقيمة حقيقية في روسيا مما يثير الكثير من الشكوك في صفوف المحللين.
وقال المحلل الكسندر كونوفالوف رئيس المعهد الروسي للتقويم الإستراتيجي، أن مثل هذا الثنائي لا مستقبل له، مضيفاً: يجب أن يكون هناك قائد واحد في النظام المؤسساتي.. والسؤال سيكون بالتالي مَن مِن الرجلين سيهيمن على الآخر؟.
ولئن كان الدستور يمنح أبرز الصلاحيات للرئيس، فان فلاديمير بوتين يتمتع على الأقل حتى الآن بدعم مسؤولي أجهزة الأمن الروسية.
وإزاء هذا الكم من الشكوك، أضحى الروس ميالين إلى مطالعة تكهنات الفلكي بافل غلوبا على الإنترنت وهو فلكي شهير في روسيا يرى أن مدفيديف لن يكون شخصية ضعيفة وخاضعة لسيطرة أي كان، في تلميح إلى فلاديمير بوتين.
وفي هذه الحالة هل ستحصل الاستمرارية السياسية والاقتصادية. وتشير بعض الأوساط في وسائل الإعلام وعالم الأعمال إلى بوادر سياسة أكثر انفتاحاً من خلال استقراء مواقف سابقة لمدفيديف.
المعطى المجهول الآخر المرتبط بالوضع الراهن هو هل ستسجل فترة ما بعد الانتخابات أزمة جديدة مع أوكرانيا التي طلب منها تسوية ديونها الغازية قبل الاثنين وإلا فإن شركة غازبروم الروسية الضخمة تهدد بتقليص امداداتها من الغاز إلى الربع.
والأمر الأكيد هو أن مدفيديف كان حضوره طاغياً في الأسابيع الأخيرة في روسيا. وبالتالي، فإن باقي المرشحين الثلاثة وهم الشيوعي غينادي زيوغانوف والقومي المتشدد المقرب من الكرملين فلاديمير جيرينوفسكي والمرشح المؤيد لأوروبا اندريه بوغدانوف، سيكون حضورهم شكليا في الانتخابات.
وأشارت آخر الاستطلاعات إلى أنهم سيحصلون في انتخابات الأحد على التوالي على ما بين 9 و16 بالمئة وبين 7 و14 بالمئة ونحو 1 بالمئة من الأصوات في حين تمنح الاستطلاعات مدفيديف ما بين 61 و80 بالمئة من نوايا التصويت.
أما المعارضة الليبرالية التي لم تتمكن من تسجيل مرشح لهذه الانتخابات، فإنها ستقدم السبت للجنة الانتخابية عريضة تضم أكثر من خمسة آلاف توقيع لشخصيات ومواطنين يرفضون (المشاركة في هذه المهزلة) الانتخابية.
وفي الانتظار، تحشد السلطات التي تخشى من تدني مستوى المشاركة في الانتخابات، كل الوسائل لتعبئة الناخبين من أجل إضفاء مشروعية على انتخاب ثالث رئيس لفترة ما بعد الحقبة السوفياتية.