Al Jazirah NewsPaper Monday  18/02/2008 G Issue 12926
الأثنين 11 صفر 1429   العدد  12926
انقسام كبير في أوروبا ودول العالم.. وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية تطالبان بالاعتراف بسيادتيهما
كوسوفو تحقق حلم أجيالها وتعلن استقلالها عن صربيا

بريشتينا ( صربيا ) - الوكالات - موسكو - سعيد طانيوس - لندن - طلال الحربي

بصيحات الفرح في شوارع بريشتينا ووسط انقسام عالمي كبير أعلن اقليم كوسوفو استقلاله أمس الأحد، محققاً حلم أجيال من الألبان في الإقليم الذي يشكل جزءاً من صربيا الأمر الذي رفضته قطعيا بلغراد وصرب كوسوفو الذين يهددون بالانفصال.

وأقر برلمان كوسوفو في جلسة عامة استثنائية برفع الأيدي أمس الأحد إعلان استقلال الإقليم الواقع جنوب صربيا الذي تسكنه غالبية ألبانية.

واعلن رئيس البرلمان يعقوب كراسنيكي للنواب بعدما قرأ رئيس الوزراء الكوسوفي هاشم تاجي إعلان الاستقلال اعتباراً من الآن بدل كوسوفو موقعه السياسي لقد صرنا دولة مستقلة حرة وسيدة.



هذا الاستقلال الذي سيتم تحت إشراف دولي يفترض أن ينال بسرعة اعتراف الولايات المتحدة ودول كبرى عدة من الاتحاد الأوروبي. غير انه مرفوض من صربيا وروسيا.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان أن الولايات المتحدة أخذت علماً بإعلان استقلال كوسوفو الأحد ودعت جميع سكان الإقليم الى الهدوء.

غير أن موسكو سرعان ما طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي وطالبت الأمم المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي الأحد التحرك بدون إبطاء لإلغاء إعلان استقلال إقليم كوسوفو في بيان صادر عن وزارة الخارجية.

ووصفت لندن إعلان برلمان كوسوفو استقلال الإقليم يشكل تطورا مهما، فيما تمنى وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أثناء زيارة يقوم بها للقدس حظا سعيدا لكوسوفو.

وسبق أن أعلن الرئيس الصربي بوريس تاديتش المؤيد للتقارب مع الاتحاد الأوروبي معارضته استقلال كوسوفو خلال خطاب القسم الرئاسي الجمعة الماضي وقال: لن أتخلى أبدا عن الكفاح من اجل اقليمنا كوسوفو.

وتعتبر صربيا إعلان استقلال كوسوفو غير شرعي وحذرت من أنها ستعارضه بكل الإجراءات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية.

وكرر تاديتش أمس بعيد إعلان الاستقلال أن صربيا لن تعترف أبدا باستقلال كوسوفو.

من جهته صرح رئيس الوزراء الصربي القومي فويسلاف كوشتونيتسا انه ليس ولن يكون هناك بنظر صربيا ومواطنيها دولة كوسوفو دمية على أراضيها. كما هاجم بحدة الرئيس الأمريكي جورج بوش وأنصاره الأوروبيين لتشجيعهم الألبان على إعلان استقلالهم.

واستقبل إعلان الاستقلال بصيحات الفرح في شوارع بريشتينا. وعمت حمى الاحتفالات سائر أنحاء المدينة التي صدحت فيها صيحات الاستقلال على وقع أبواق السيارات والألعاب النارية.

وجاب عشرات آلاف الكوسوفيين الطرقات رافعين أعلاما البانية وأمريكية.

ويشكل إعلان استقلال كوسوفو آخر حلقة في سلسلة تفكك يوغوسلافيا السابقة الى ست جمهوريات بعد أن حكمها المارشال تيتو بقبضة من حديد.

فمنذ العام 1991 أعلنت تباعا جمهوريات سلوفينيا، وكرواتيا، ومقدونيا، والبوسنة والهرسك، والجبل الأسود، استقلالها.

وتاجي، الذي تمكن من تحقيق الحلم القديم الذي لم يفارق يوما ألبان كوسوفو، تعهد بضمان أمن الأقلية الصربية في كوسوفو، وقال إننا نغلق صفحة الماضي ونفتح صفحة المستقبل، كوسوفو وطن لجميع أبنائه .. ولكن الاتحاد الأوروبي منقسم حيال استقلال كوسوفو.

وفي حين أبدت غالبية دوله استعدادها للاعتراف بهذا الاستقلال، وينتظر أن تعلن الدول الأربع الكبيرة في الاتحاد وهي فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا الاثنين نيتها الاعتراف باستقلال كوسوفو، أعلنت ست دول هي قبرص وإسبانيا وبلغاريا واليونان ورومانيا وسلوفاكيا. وتخشى هذه الدول أن يشجع هكذا اعتراف النزعات الانفصالية فيها، وعليه فهي لن تعترف باستقلال كوسوفو، اقله في المرحلة الأولى.

وفي تجسيد للمخاوف التي عبر عنها الرئيس التشيكي فاكلاف هافل الأحد في حديثه عن تأثير كرة الثلج، أعلنت الأحد ابخازيا واوسيتيا الجنوبية، المنطقتان الانفصاليتان اللتان في جورجيا المتمتعان بحكم ذاتي والمواليتان لروسيا، انهما ستطلبان من روسيا والأمم المتحدة الاعتراف باستقلالهما.

وستعمد هذه البعثة الأوروبية، التي تعارضها بلغراد وموسكو، في خلال فترة انتقالية مدتها 120 يوما، الى استلام الدفة من بعثة الأمم المتحدة في كوسوفو التي تدير الإقليم منذ نهاية الحرب (1998 - 1999 ).

ومنذ العام 1999 تتولى قوة كفور التي يقودها حلف الأطلسي مهمة ضمان الأمن في كوسوفو.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد