قلّ أن تجد منزلاً لا يوجد فيه جهاز (بلا ستيشن) بنوعيه العادي والمحمول، وما وجد هذا الجهاز في منزل إلا ووجدت رب الأسرة يتذمر من إدمان أطفاله على اللعب فيه لساعات طويلة، بل إن الأمر امتد لكبار السن من أصحاب المراهقة المتأخرة الذين استأجروا شققاً واستراحات، وجلبوا أجهزة عرض (بروجيكتور) وأمنوا أجهزة (البلاسيتشن)، وتركوا أولادهم وأعمالهم أمام هذه الأجهزة حتى الفجر!!

ليس هذا حديثنا، وإنما الحديث عن الأجهزة الترفيهية حينما تكون وبالاً علينا، ولا نحسن استخدامها الاستخدام الصحيح، وهذه الحالة، بل كل الحالات، لا تنحصر لدينا، ففي كثير من بلدان العالم، وخاصة النامية منها، توجد هذه العلة.

ولكن في ماليزيا، لم يفت أحد الشباب أن يتسلى بهذه اللعبة، بل ويضيف إليها اختراعاً جيداً يجعل من (البلاي ستيشن) ليس أداة ترفيهية فحسب، بل أداة علمية عملية، فقد صمم هذا الشاب برنامج كمبيوتر (سوفت وير)، يسمح بإدخال نسخة من القرآن الكريم على أجهزة (البلاي ستيشن) المحمولة، تمكن المولعين بهذه اللعبة من قراءة القرآن الكريم بوسيلة تكنولوجية ونجح الشاب الماليزي (اخوان نذري محمد أسران) (21) عاماً في ابتكار هذا البرنامج الذي تم إضافته للمرة الأولى إلى هذا الجهاز.

وكما قلت لكم أن الوالدين الذين في بيتهما جهاز (بلاي ستيشن) ناقمان على الجهاز كما هو الحال لوالد هذا الشاب الذي قال إن مبررات تصميمه لهذا البرنامج ليبث لوالديه الجانب المشرق للتكنولوجيا الحديثة، ويبين لهما أنه يمكنه من خلال ذلك البرنامج أن يحقق أكبر استفادة ممكنة في الربط بين الدين والتقنيات الحديثة، بل الأدهى من ذلك أن الشاب الماليزي عمل على إصدار هذا البرنامج، لأنه رأى نسخة من الإنجيل تقدم على أجهزة (البلاي ستيشن)، فرغب أن يخدم دينه بهذا العمل الجليل، ولذلك لم يقدم عمله للربح المادي مطلقاً، ولم يكن أنانياً، فقد استعان بعشرة من زملائه ممن يحبون هذه اللعبة والكمبيوتر، وتعاون معهم، وتعاونوا معه، حتى تم إعداد البرنامج، وفي المقابل نرى من شبابنا من يستأجرون الاستراحات والشقق للتنافس الكروي في هذه اللعبة، و(المكامخ) إلكترونياً، بل وإقامة دوري على بعض الألعاب.

للمعلومية هذا الشاب حينما رأى ثمار برنامجه، قام ورفقاءه بتأسيس موقع إلكتروني على الشبكة العنكبوتية باللغة الإنجليزية، لتوضيح سماحة الإسلام، والتعريف به، والدفاع عنه، ومحاولة إزالة ما في عقول الآخرين من أفكار سلبية وشبه عن الإسلام.