الصحف الدنماركية ترتكب خطأ فادحاً بإعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام والمقدسات الإسلامية. ولم تعتبر هذه الصحف من ردات الفعل العنيفة التي قام بها مسلمون غاضبون في مختلف أنحاء العالم عندما قامت صحيفة يلانز بوستن في عام 2005م بنشر هذه الرسوم، وبدلاً من ذلك قامت سبع عشرة صحيفة دنماركية بينها ثلاث صحف كبرى بتكرار الخطأ وفي توقيت واحد ينم عن اتفاق مسبق ونية مبيتة للإساءة المقصودة.
هذه الإساءة البالغة لا يمكن تبريرها أو التغاضي عنها، وليست هناك دوافع وراء هذه الإساءة إلا دوافع الشر والحقد والكراهية للإسلام والمسلمين، والرغبة في تأجيج الصراعات بين الشعوب، والصدامات بين الحضارات لأهداف مشبوهة، يقف وراءها متعصبون ضد العالم الإسلامي، ويحملون في دواخلهم عقد تاريخية تراكمت عبر السنين، وتوارثها المتعصبون جيلاً بعد جيل.
إحدى الصحف الدنماركية الكبرى عللت إساءتها بقولها في افتتاحيتها: (إن حرية التعبير تمنح الحق في التفكير والتحدث ورسم ما نريد).
وهل حرية التعبير تسمح بالتعصب ضد الآخرين والعداء لهم، ومهاجمة مقدساتهم، وخلق بيئة عالمية مشحونة بالغضب والكراهية والعنف؟
إذن ماذا بقي لمبادئ احترام الأديان والحوار بين الثقافات ومبادئ السلام، والمحبة، والتقدير.
لا يمكن لحرية التعبير أن تكون بلا ضوابط، أو لا حدود لها، لأن حرية التعبير إذا كانت تكفل الإساءة للآخرين، فلماذا تفتح المحاكم في أوروبا ومنها الدنمارك أبوابها لقضايا القذف، والتشهير، وغيرها مما يتعلق بالنشر؟
ولماذا لا تحمي هذه القوانين مقدسات المسلمين، أم أن مقدساتهم مستباحة، ولا تستحق حتى الإدانة من قبل الحكومات الغربية.
لقد قالت وزارة الخارجية الدنماركية إنها تتابع عن كثب تطور الوضع في العالم تحسباً لردود الأفعال الغاضبة المتوقعة، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الدنمارك بسياسييها وإعلامييها يدركون تماماً أن هذه الرسومات ستحدث ردة فعل غاضبة وربما عنيفة في العالم الإسلامي وهو ما نخشاه، وهذا يطرح تساؤلات حول النية المبيتة لدى هذه الصحف في إحداث صدام بين العالم الإسلامي والغربي، لأهداف لا تخدم المجتمع الدولي في شيء سوى أنها تصب الزيت على النار، في وقت نحن فيه بحاجة ماسة إلى التحاور والانفتاح والتوحد من أجل محاربة التعصب والتطرف والإرهاب.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244