رقص الزمان وصفقت أكوان |
وتفاءل الزيتون والرمانُ |
وتبسم الكهف الأصيل وزغردت |
نبضاته.. وتزين الهتّانُ |
وكأن (مكة) والجبال تعانقا |
والوحي من أجفانهم فيضانُ |
ومشى الربيع على وجوه حجارها |
مستمتعاً.. في طبعه تحنانُ |
حتى النجوم تناثرت كقصيدة |
من لحنها تُستنسخُ الأوزانُ |
وتصدّع الإيوان ثم تخلخلت |
أركانه.. وتكدَّر الطغيانُ |
وتصافح النهران ثمَّ ترحلا |
نحو الحجاز يقودهم مرجانُ |
أما النخيل فحرّكت أعناقها |
كالبرجِ نادت: أين يا جيرانُ؟ |
فسخت عناقيدَ الحرام لأنها |
سَمُنتْ بماءٍ طعمه أوثانُ |
ثم ارتقت فوق الرياح وسافرت |
خلف الهدايةِ.. والطريقُ أمانُ |
الجنُّ تردعهم نيازكُ غضبةٍ |
قدسيَّةٍ.. فأصابهم دورانُ |
كسدت بضاعتُهم فطار أنينُهم |
في الأفق حتى استغرب الكهانُ |
مهلاً! هل اقترب الرحيلُ لأرضنا؟ |
ماذا جرى؟ هل أسلم الشيطانُ؟! |
يا أحمدَ الخيرات: جئتك شاعراً |
والعشقُ والأشعارُ لي عنوانُ |
يا من ملأت صدورنا بشريعةٍ |
فالخير بين ضلوعها قبطانُ |
النورُ من عينيك يحتضنُ التقى |
ويفوحُ من أخلاقك القرآنُ |
الطهرُ من جنبيك يحكي رحمةً |
والمسك ينبضُ مثلما الشرِّيانُ |
أعطيتَ جامعةَ الكلامِ وعرشها |
سجت إليها حكمةٌ وبيانُ |
وخرجتَ من أعماق أرضك راضياً |
إن (المدينة) لؤلؤٌ وجمانُ |
صيَّرتَ من تلك البلاد خصوبة |
ينمو على حَرَّاتها الريحانُ |
يا أحمدَ البركاتِ: صرنا ملعباً |
يَتَنَزَهُ الباغي به ويصانُ |
الأمةُ الغرَّاءُ مثل مهرجٍ |
والدينُ يجلدُ ظهره عصيانُ |
هذا قصيدي والقصيدُ شفاعةٌ |
والله يرزقني ولا حسبانُ |
صلى عليك اللهُ أنت خليله |
والفرقُ بين عباده الإيمانُ |
|