أثار قرار أحد اللجان المكلفة بإجازة أحد المعارض التشكيلية التي أقيم في محافظة جدة أثار حفيظة البعض من زملاء الحرف التشكيلي وغيرهم ممن يعنيهم حال التشكيل وأهله أعود للقرار الذي تم بموجبه استبعاد عمل فني (مفاهيمي) للتشكيلي بكر شيخون - من مجموعة الأعمال المراد عرضها في المعرض الآنف الذكر. مثل هذه الحالة وعلى غرارها يحدث الكثير من التجني على بعض الأعمال التشكيلية المبدعة بضم الميم تحت عباءة عدم مناسبتها للعرض والذي يأتي أحياناً وفق مزاج وأهواء أحد أعضاء هذه اللجنة. ما حدث لعمل شيخون يحدث وبشكل مستمر للكثير من الأعمال الفنية وما عملته هذه اللجنة تعمله الكثير من اللجان المشابهة مثل اللجان المكلفة بتحكيم معرض ما أو لجان اختيار الأعمال الفنية التي سوف تشارك باسم المملكة في مناسبة تشكيلية دولية أو اللجان التي يناط بها عملية اختيار أعمال فنية لتجميل منشأة حكومية أو خاصة أو غيرها من لجان يقوم عملها على الفرز والاختيار وعليه فإن ما حصل لعمل الفنان التشكيلي بكر شيخون - يحصل في أزمنة وأمكنة عدة والسبب في الدرجة الأولى لهذه الإشكالية ربما هو مستوى الثقافة بشكل عام ومستوى الذائقة الجمالية بشكل خاص لدى الأفراد الذين تتشكل منهم مثل هذه اللجان. لأن مثل هذه الأعمال تتطلب أولاً عين فاحصة عين تتمتع بالقدرة على الفرز وإدراك مواطن الجمال واستنباط المضامين والأفكار والمعطيات الإيجابية للعمل بعيداً عن كل المؤثرات الجانبية.
لأنه من الواجب وفي مثل هذه الحالات أن يكون هناك دور بارز للمختص والقادر أكثر من غيره للقيام بهذا الدور وعليه فإنه من واجب الجهات التي لديها مثل هذا النوع من اللجان أن تكون حريصة في مسألة اللجان ومستوى ثقافة أفرادها في هذا السياق.
لأنه كما أسلفت الأمر لا يتطلب الاجتهاد أو المزاجية في الاختيار لأن المسألة مسألة جدارة واستحقاق لعمل دون الآخر خصوصاً إذا تعلق الأمر بالمشاركات السعودية الدولية وخلافها.
كل ما أتمناه أن يعطى الخباز خبازه في مثل هذه الأمور الفنية البحتة حتى نصل معاً إلى أداء يرضي الجميع كماً وكيفاً.