الرياض - محمد المنيف
مساء الثلاثاء الماضي في صالة المعارض بمركز الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بمعهد العاصمة النموذجي احتفلت التشكيليات بيوم إبداعهن في معرضهن الرابع الذي أعدته وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام، وشاركت به تشكيليات من مختلف مناطق المملكة، وأعد له كتيب اشتمل على اللوحات الفائزة إضافة إلى نماذج من الأعمال المشاركة، تضمن كلمة للدكتور عبدالعزيز بن محمد السبيل، أشار فيها إلى أن المعرض والمسابقة جاءا إيماناً من وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية بالدور الهادف والبناء للفن التشكيلي لكونه من المصادر الثقافية الإبداعية، مضيفاً: إن الوزارة تحرص على إقامة المعارض الفنية المختلفة التي تعكس واقع الفن التشكيلي في المملكة. وتنظم الوكالة المسابقات المختلفة دعماً لهذا الفن ومن ذلك مسابقة (المعرض الرابع للفنانات التشكيليات) التي تقدم لها مائة وتسع وخمسون فنانة تشكيلية سعودية بعدد ثلاثمائة وعشرين عملاً فنياً من مختلف مناطق المملكة بكافة فروع ومجالات الفنون التشكيلية.
واختتم الدكتور كلمته في الإصدار المصاحب للمعرض قائلاً إن هذا المعرض بهدف تقديم صورة لمستوى الفنانة التشكيلية السعودية، وحث لها على المزيد من الابتكار والإبداع ومواصلة المسيرة الفنية، وقد بدأت الفنانة التشكيلية السعودية تشكل معطيات تشكيلية مميزة تستمد إبداعها من تراث الوطن وقيمه وموروثه الشعبي والتقاليد العربية الأصيلة.
أقدر للفنانات التشكيليات كريم تجاوبهن ومشاركتهن في هذه المسابقة، وتهنئتي للفائزات وصاحبات الأعمال المميزة التي يضمها المعرض وأجزم أن المعارض المستقبلية ستضم أسماء جديدة، جديرة بالاحتفاء.
من جانبه أوضح مدير عام النشاطات الثقافية بوكالة الوزارة للشؤون الثقافية صالح بن علي الماجد أن إقامة هذا المعرض يأتي في إطار اهتمام وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بوكالة الشؤون الثقافية بالحركة التشكيلية ودعم الفنانين والفنانات في مختلف مناطق المملكة وإثراء الفن التشكيلي النسائي وتأكيد دورهن في الحركة التشكيلية.
أهداف المعرض
كما تحدث الدكتور صالح خطاب مدير قسم الفنون التشكيلية بوكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام عن المعرض قائلاً: المعرض الرابع للفنانات التشكيليات يمثل مرحلة هامة للعطاء التشكيلي السعودي، الذي جاء مخصصاً لنتاج الفنانات التشكيليات.
ومن أهداف المعرض دعم وتطور الفنانة التشكيلية السعودية وتشجيعها في مناطق المملكة. وإثراء الفن التشكيلي النسائي وتأكيد دورهن في الحركة التشكيلية السعودية. ومن أهداف المعرض اكتشاف المواهب الفنية وإلقاء الضوء على تجاربها الفنية. وتنمية حس الانتماء الوطني بالحفاظ على المكتسبات الثقافية والفنية بالمملكة.
كما تهدف الوزارة إلى اقتناء الأعمال التشكيلية للفنانات التشكيليات المتميزات من أجل الاستفادة منها في المعارض التشكيلية المحلية والدولية. علماً أن المعرض الرابع للفنانات التشكيليات سبقه ثلاث دورات ناجحة وحققت الأهداف المرجوة منها.
ولذلك وضعت وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية - الإدارة العام للنشاطات الثقافية ممثلة في إدارة الفنون التشكيلية معرض الفنانات التشكيليات ضمن خططها السنوية، الذي يؤكد دور الفنانة التشكيلية في مسيرة التقدم والتطور الفني.
خطوات ثابتة
الجدير بالذكر أن هذا المعرض قد انطلقت دورته الأولى لعام 1422هـ- 2002م في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بمعهد العاصمة النموذجي بالرياض وأقيم المعرض الثاني عام 1423هـ في صالة أمانة مدينة الرياض أما المعرض الثالث فقد أقيم في المركز السعودي للفنون التشكيلية بجدة لعام 1423هـ- 2003م، هذه المعارض وهذا الدعم يأتي نتيجة ما تحقق للتشكيليات من مستوى وتطور كبير في التعامل مع المذاهب المعاصرة في أعمالهن الفنية المختلفة سواء في الرسم التشكيلي، والنحت التشكيلي، والتجريب التشكيلي، والطباعة والحفر، والصياغة والمينا.
جوائز المعرض
تم خلال الحفل تسليم جوائز الاقتناء وشهادات التقدير للفائزات في هذه المسابقة، وقد فاز بجوائز المعرض كل من الفنانات: حميدة السنان، غادة عيسى، أمل فلمبان، حياة مغربي، خلود البقمي، عواطف آل صفوان، هدى الجبلاوي، تغريد الجدعاني، أمينة الزهراني، إيمان حبيب، سارة الوشمي، مسعودة قربان، منى القرني، إيمان الجبرين، داليا اليحيا.
كما اختارت اللجنة الفنية عدد (100) عمل تشكيلي لعرضه في المعرض لمستواه الفني الجيد، للفنانات: ريم الباني، مهدية الطالب، وصالحة الأحمري، سوزان اليحيى، ندى الجريان، وسمية العشيوي، منيرة الرويشد، صيته الحويل، حنان الهزاع، غادة الربيع، خديجة الغامدي، عزيزة موسى، نهى الشنيفي، خلود عسيري، نادية الحميد، جمانة باكير، فوزية الخميس، إرم المالكي، حنان حلاواني، فاطمة حسنين، ندى الركف، مشاعل الوزري، بدرية الوهيبي، منال الرويشد، نوال الثبيتي، شريفة العمري، فوزية المطيري، مريم العيسى، هبة الوقداني، حنان الحارثي، حياة الغامدي، ليلى نصر الله، نورة النهاري، ابتسام المطلق، فاطمة التميمي، ريم الفرم، وديان مفتاح، عفاف الخالدي، هدى النبهان، اعتدال المقرن، خلود سالم، بدرية الناصر، فوزية القثمي، عبير كعكي، رنيا الربيع، منى القرني، عبير ولي، رندة الأسود، آلاء الروبيعه، ياسمين الشهري، صالحة عساف، أشجان أبوحمود، رحاب أبورأس، إسراء خيرو، أريج الهزازي، خديجة توفيق الدين، خديجة حنش، جوهرة الغامدي، نوف شاكر، أزهار الحميد، نوال السريحي، رنا الرصيص، سعاد أبودية، شارة مديني، عبير المقرن، لمياء مريشد، سمر سالم، غادة جان، خلود السواط.
توقعات المتابعين للساحة
المعرض الرابع يشكل نقلة مهمة في سياق المعارض التشكيلية بشكل عام وفي مسيرة الحضور (النسائي) في هذا المضمار الذي لا تمييز فيه ولا فوارق بين جنس وآخر بعد أن أثبتت المرأة التشكيلية مكانتها علماً وتراكم خبرات استطعن به مجاراة وجود وحضور منافسها الرجل في المعارض والمسابقات وتمثيل المملكة محلياً وعالمياً، برز منهن العديد من الأسماء، ساهمن بإثراء الساحة فكان لهن وضع الخطوط الأولى لخارطة مستقبل إبداعهن، ونتيجة للثقة الكبيرة في قدراتهن الإبداعية فكراً وتقنيات ولظهور براعم جديدة وأسماء أضيفت لمرحلة التأسيس التي يمثلها رائدات البدايات ومن أتى بعدهن، فقد أخذ نخبة من التشكيليات على عاتقهن التعريف بشكل قوي بما يضمه الواقع من مواهب، فأقمن معارض جماعية انطلقت من مدينتي الرياض وجدة باعتبارهما الأكبر والأكثر كثافة مع ما يتاح للفنانات من مشاركات في معارض جماعية أزيح عن معارضها الستار للجميع بعد إزاحة المعوقات فأخذ الفنانات فرصتهن تدريجياً إلى أن تحقق لهن هذا المعرض والمسابقة.
رقي المستوى يحقق المنافسة
المتابع للساحة التشكيلية خصوصاً بدايات الحضور النسائي يستطيع أن يخرج بقناعة حول ما وصلت إليه مشاركات الكثير من التشكيليات من تطور وتقدم في مفهوم العمل الفني وتجاوزهن الفكر المحدود إلى مساحة أكثر تحرراً وجرأة في التنفيذ واستكشاف القدرات المعاصرة بعيد عن مرحلة تنفيذ العمل الفني في إطار مشاريع التخرج أو ما يتطلبه المنهج الدراسي إلى مرحلة أكثر نضجا ورقي في مستوى الإبداع وكيفية معالجتهن للفكرة والتعامل مع أدواتهن الفنية مما جعل المتلقي يبدل نظرته السابقة التي كان يرى في الإنتاج التشكيلي للمرأة أقل أو أضعف مما ينتجه الرجل وميل المرأة إلى رقة الخطوط ورومانسية الموضوع أو الفكرة واستسلامها لأسر النقش والتطريز، لتنقل المشاهد في الفترة الأخيرة إلى عالم جديد وقدرات عالية من الثقافة، وبأعداد كبيرة من المبدعات يحق لهن في هذا المعرض الفخر بمنجزهن الذي أثبتن فيه قدرتهن على المنافسة في ظل هيمنة الرجل فترات طويلة على الساحة التشكيلية. المشاهد للمعرض يخرج بانطباع جميل يمكن له فيه أن يمنح التشكيليات نسبة ثمانين بالمائة من التقدير والإعجاب.