الوقت يتثاءب كثيراً
والساعة المنسية حبلى هذا المساء
من أي جهات الصمت يدخل الليل
وفي أي العيون ينام
فكل العيون فتحت شبابيكها للغروب
لتتنقل بين بقايا الشمس المتناثرة كالقش على بيدر أحلام
وبين الشجر العاري
في أواخر حقول العاشق القابض على حفنة أوهام
من أي خريف حزين جاءت هذي الغيمات
وراحت ترتسم ألوانا للظنون
فكل العيون مشروعة وفي السمت حمام
أسراب تبحث عن نواحها في جيوب الغيم
وبين مفاصل الجدران العتيقة
على أغصان الأشجار حطت كزهر اللوز
وراحت تمتص النسغ ويخفق الجناح
كحفيف أوراق الأشجار المتعبة من زئير الرياح
أي عينين غرق الدجى فيهما والمدى تارة نشوان وأخرى يفيق
مرآة الليل تعود حالكة وفي الأحداق تنام
وتغادرها صباحاً فيلمع من الطل في العينين بريق
وأرجوان الثغر خضب الأقداح
وراح يمطر الكروم رذاذاً والشفق حريق
أي حقول الطيب تنفست منك الصعداء
وماتت عبقا في رئتيك
تغلغلت في مسامات الوجه
مع نسمات الفجر محملة بالنرجس الخجول
ونظرات لامست تخوم الروح فعانقتها
ومزقت آخر ورقات العمر عند المساء
أي أصيل يقبع الصمت في وكناته
وترفرف في أجوائه أسراب البكاء
تدور كالأقمار في فلك عينين ذابلتين
كانسياب الليل بين سعفات واحةٍ خضراء
والقلب المسكين كالهودج على سنم الأحلام
يرتعش مثلما أرجوحة معلقةٍ بالنجوم
بحبالٍ من نسج الخيال
أو كظمآن يتدلى ليشرب
فيتعلق بالدلو هاوياً والقرار قد خانه القرار