Al Jazirah NewsPaper Monday  11/02/2008 G Issue 12919
الأثنين 04 صفر 1429   العدد  12919
بين قولين
الفروة
عبد الحفيظ الشمري

لابدّ لنا أن نسمي شتاء هذا العام ب(شتاء الفروة)؛ فقد كنا نحسب أن (الفروة) بوصفها الزي الشتائي الشعبي قد باتت مهددة بالتواري لكثرة ما نعتناها بسيماء الماضي، وبأنها موضة قديمة.. (تفشّل)، وليس فيها من روح الإيتيكيت أي شيء، إلا أنها الآن، وفي عز شتائنا الذي يُكسّر الضلوع ويفتت المواسير، أصبحت هي الرمز الجمالي في خطوط الموضة، ولا شيء يجاريها. (شتاء الفروة) سيكون ذكره على غرار: ربيع الدمنة، وشتوة الغرق، وسنة الكسوف، وعام الرحمة، والغبار، والجدري، وما إلى تلك المواقف التي سجلت أحداث تلك السنين في الذاكرة، ولمَ لا نسجل نحن (شتاء الفروة) إلى جانب هذه الأحداث؟!

(فروة 2008) لوحة جديدة ستعلق في الذاكرة لشدة ما تعرضنا له من برد يعد تاريخياً، وإلا ما لجأت الحكومة إلى إسعاف المواطنين فيها بالمؤن ووسائل التدفئة، ولا سيما من هم على أطراف الوطن شمالاً.

(أبو أحمد) جاء متشحاً (الفروة) إلى مقر الوظيفة (الدوام)؛ فكانت فرصة لأن يثبت لنا أننا في تكاتف وطني مع مشروع (الفروة) ضد البرد، وهي المرة الأولى التي تدخل فيها أجواء العمل الحكومي؛ لتتجول على كتفي صاحبها بين الممرات، وتتعرف على هموم الموظفين والمراجعين، ومن يبحثون عن عمل على حد سواء، وتنظر إلى ما يعانيه هؤلاء من برد قارص أو شح وظيفي قارض.

طرائف (الفروة) قد تكثر كبياض الصقيع في هذا الشتاء؛ فقد نقف أمام مشهد مدهش (لأبي خالد) وهو يمارس الرياضة مرتدياً بالطبع (الفروة)، وكأنه فقد عقله تماماً؛ إذ إن مشهده مرتدياً (الفروة) في هجمة مرتدة معبر.. لم تلتقطه بعد عدسات الجوال.

الراعي (موهان) لا بد له أن يمارس مهمته وهو (يتدرفس) في (فروة) الأجداد - بالطبع أجداد الكفيل -، حتى الرئيس الأمريكي حينما زارنا في عز الشتاء لم يكن له بدّ من أن يلوذ في دفئها، وإلا راح فيها من لسعات أوائل الشبط القارسة. لكن المثير والمؤلم في أمر هذه (الفروة) أنها انقلبت من نعمة إلى نقمة؛ فهي متهمة الآن بتدفئة الأسعار، ويزعم أنها المتسببة في حرارتها وجموحها المخيف.



hrbda2000@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5217 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد