كنت قد كتبت في الحلقة الأولى بعضاً مما شاع وشوهد عن مرور الرياض، وهو أمر يعرفه الكل مهما حاولنا أن نلتمس العذر له، وركزت على المخالفات وطريقة تسديدها، وعلى الإشارات التي تكون خالية من رجال المرور، وتحدثت عن سد مداخل الطرق في وقت الذروة كحل غير مجد أبداً في معالجة خطأ التنفيذ للطريق ومداخلها؛ التي يفترض أن يشارك المرور في تصميمها أو يرى عدم فتحها عند التصميم أصلاً.
وجاء رد ومعه جداول عن ما سميت إنجازات المرور كما يرون الإخوة الأعزاء في المرور، ونحن نرى أنها لا تفيد قائد المركبة أو رجل المرور بشيء سوى أن الحبر والورق يصرف دون أن يكون له أثر واضح على الأرض.
والمشاهد للحركة في مرور الرياض يستغرب هذه الفوضوية في قيادة المركبات في الشوارع الرئيسية والفرعية، ومهما حاول الأعزاء في المرور التبرير فلن يقبل منهم، لسبب بسيط جداً، وهو أن الدولة أعزها الله لم تقصر في تزويدهم بكل شيء، ابتداءً من الرجال وانتهاءً بالمعدات التي قد لا توجد إلا عندهم، فلا عذر لهم سوى العمل بتخطيط وعقلانية واحتواء السائقين بتثقيفهم مع التشديد على المخالفات حتى لا تتكرر.
وعندما تزور مدينة حائل مثلاً تستغرب أن لا تجد سيارة تقف في الجانب الأيمن عند الإشارة وتمنع من له الحق في أن يعبر الطريق إلى اليمين، بينما في الرياض ذات الكثافة في الأفراد والمعدات تجد المخالفة تتكرر وأمام عيني رجل المرور وكأنه شيء قد أصبح مباحاً ومستساغاً عند الطرفين، رجل المرور والسائق. نحن حريصون مثل المرور تماماً على أن تكون العاصمة درة من درر الجمال، والمرور يحرص، لكن زيادة حرصه تفوّت الكثير عليه؛ لسبب بسيط يمكن أن يكون هو الرئيس في المعادلة، وهو التساهل الواضح الذي نراه من الكثيرين.
ومهما حاول الأعزاء في مرور الرياض بالذات من تبرير هذه الفوضوية المخجلة في حركة السير بالرياض فلن يقبل منهم؛ لأن الوطن للكل وهم فيه يحملون مثلنا هماً جميلاً وهو أن يكون جميلاً مثل جمال الوطن والمدن الأخرى، ونحن هنا لا نرمي التهم جزافاً، لكننا نتحدث عن واقع نعيشه كمواطنين يغارون، ويشاهده الكل ويعرف البعض ما هو أكثر من ذلك!!
فاكس 2372911
abo_hamra@hotmail.com