مدار الشمس
عاد عيدك يا وطن..
رشيد الفريدي

من أرض الإسلام.. والسلام.. من مهبط الوحي.. وأرض الرسالة ومهد النبوة.. تنطلق كلمة التوحيد مع التكبيرات والثناء على الله بالحمد وترتفع الأصوات بصوت واحد (الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله.. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد) ويرددها كل من يؤمن بالله واليوم الآخر.. أجل في هذا اليوم العظيم.. يوم العيد الأكبر تتشح أجساد الحجاج بالبياض وقلوبهم بالخشوع وتعم هذه الفرحة الأمة الإسلامية.. في هذا اليوم الأغر.. يباهي ربنا جل وعلا ملائكته ويقول لهذه الأرواح المسلمة والقلوب الخاشعة التي أجابت أمر ربها: انصرفوا مغفوراً لكم.. في هذا اليوم يعود الحاج التقي طاهراً من الذنوب والخطايا كيوم ولدته أمه. اللهم تقبل منا ومنهم واحفظنا واحفظهم وأعدهم إلى ديارهم سالمين غانمين.
فرحة العيد
في هذا اليوم العظيم.. ترتسم الفرحة على الوجه.. وتتصافح الأيدي والأرواح وتعج الأرض بالتهاني والورود والهدايا.. وضحكات الأطفال.. وتقوى أواصر المحبة وصلة الرحم.. في هذا اليوم تذوب الخلافات وتزول القطيعة.. أجل.. إن هذا الدين العظيم.. دين التسامح والرحمة.. والعطف والمساواة. صورة معبرة.. ورسالة سامية إلى كل البشر على اختلاف دياناتهم ومعتقداتهم تختصر الكلام والكتابة.. والشعر والخطابة.. لتقول للعالم هذا هو الإسلام أعظم الأديان ونبيه خاتم الأنبياء وسيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - دين صالح لكل زمان ومكان.. في هذا اليوم قمة التوحيد والإخلاص والوحدة.. كل الوجوه تتجه إلى قبلة الأرض.. ويلف البياض كل حاج أتى من كل فج عميق استجابةً لأمر ربه.. وتُنحر الأضاحي قربةً لوجه الله.. ما أعظم هذا الدين!.. لا فرق فيه في هذا الموقف بين غني وفقير.. الجميع تجمعهم أخوة الإسلام ووحدة العقيدة.. حيث استجاب الله جل وعلا لدعاء نبيه إبراهيم عليه السلام لهذه الأرض المباركة.. وحقق سبحانه أمنية صفوة الخلق محمد بن عبدالله عندما قال: (لعل الله يخرج من أصلابهم مَنْ يعبد الله).
من القلب
أرفع أسمى آيات التهاني.. إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.. والأسرة المالكة الكريمة.. والشعب السعودي النبيل وإلى الأمة الإسلامية.. ونلهج بالدعاء لولاة أمرنا على ما يبذلون من جهود لخدمة الإسلام والمسلمين.. وأن يحفظ علينا أمننا ويديم أفراحنا وأقول من كل قلبي.. للجميع: من العايدين.. وتقبل الله منا ومنكم.. وحجاً مبروراً وذنباً مغفوراً.