| |
السبت 7 محرم 1393هـ الموافق 10 فبراير 1973م العدد (518) إليك يا قائد المسيرة ناصر العبد الله الفركز
|
|
** لئن كان الإحساس بالمسؤولية ينبع من قوة الإيمان وصلابة العقيدة، فلقد كانت مسيرتك الخيرة وقيادتك المؤمنة الحكيمة نموذجاً حياً للإنسان المؤمن الذي يرسم معالم الطريق لوطنه وأمته على أسس ثابتة ودعائم مستقرة.. لقد استطعت بحكمتك وحبك وصبرك وإيمانك بالله أن تجنب المسيرة كثيراً من غوغائية الشعارات، وتنأى بها عن مواطن الزلل والحيف والانحراف وكل المنعطفات الخطرة، واستطعت بالصمت أن تبني وطنك، وتخدم أبناء ملتك الإسلامية وتدعم قضية الحق والعدل في كل مكان. واستطعت أيضاً بإخلاصك وثباتك على المبدأ القويم ووضوح رؤيتك للأمور ووفائك وحزمك أن تبني وتشيد نهضة حضارية رائعة في وطنك قوامها الإيمان بالله لتواكب متطلبات العصر وحاجات المواطن، فعم الرخاء.. وتلاشت البطالة وتلاحمت القلوب على المحبة وحب التعاون لأنها استمدت منك صفاءها وتعلمت منك سبل استقامتها وفلاحها، واستطعت أيضاً وبلا ضجيج اعلامي وصخب كلامي أن تدعو إلى تضامن الأمة الإسلامية ووحدة صفوفها وأهدافها لتقف قوية مهابة في وجه التحديات الفكرية المنحرفة التي تود تمزيقها والقضاء عليها، وكانت رحلة الخير والسلام والمحبة إلى إفريقيا وما أسفرت عنه من نتائج طيبة ومباركة سيخلدها لك التاريخ إلى الأبد، لقد وقفت راحتك وجهدك كما وقفت حياتك في سبيل وطنك ومن أجل دينك وعقيدتك، فبالأمس كنت مع ضيوف الرحمن - حجاج بيت الله - تسهر على راحتهم وخدمتهم وتمنحهم من عطفك وتغمرهم بمعطياتك الخير. وهكذا تستمر مسيرتك الرائدة بلا كلل أو ضجر ابتداء بافتتاح ميناء جدة. مروراً باستقبال أساتذة جامعة المغفور له والدكم عبد العزيز الأهلية وانتهاء فافتتاح مكتبة الملك عبد العزيز وزيارة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. واليوم عندما تشرق طلعتك البهية على أبنائك في حائل ستصافحك قلوبهم قبل أيديهم، سيعطونك من أفئدتهم ما أنت أهل له وجدير به.. لأنك أعطيتهم - أسوة بأبناء شعبك كل قلبك أن منطقة حائل، وهي ترتدي اليوم أبهى حلل الفرحة والسعادة، وتنتظر أروع لحظات العمر بلقائك إنما تفعل ذلك كله مقدرة جهودك وجهادك المتواصلين في سبيل خدمة وطنك ومواطنيك الذين هم جزء منه. وتجسد بذلك أسمى معاني الولاء والطاعة، وتترجم أقوى مشاعر الإخلاص والوفاء غدا لك لقاء مع أبنائك في القصيم أيضاً، سيكون حافلاً ومؤثراً وعظيماً وفي كل بقعة تطؤها قدمك في وطنك والوطن الإسلامي كله ستحظى من الكل بالمحبة الصادقة والعاطفة الجادة والمشاعر المتدفقة والولاء الأزلي. والله نسأل أن يمدك بعزيمة من عنده، وأن يعينك على الحق الذي عرفت بمساندته أنه على ما يشاء قدير.
(*)معهد العاصمة النموذجي
|
|
|
| |
|