ما أحلى كلمة خادم الحرمين (لا شح بعد اليوم)

طالعت ما كُتب عبر صفحات (الجزيرة) وتحديداً بالصفحة الأولى عن صدور الميزانية للعام القادم، التي حملت في طياتها الخير الكثير لهذه البلاد الطيبة المباركة، وكذلك ما تحدث به والد الجميع وملك القلوب الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - حينما تحدث قائلاً عن الميزانية: (... ولا يوجد شح بعد الآن).
الحمد لله على هذه النعمة التي وهبنا الله إياها بعد نعمة الإسلام، وهي نعمة الأمن والاستقرار ورغد العيش، وكذلك نحمد الله الذي جعلنا تحت إمرة هذه القيادة الحكيمة العادلة التي تحب لشعبها أكثر مما تحب لنفسها، وما أفعال ملك القلوب - حفظه الله - إلا خير دليل حينما وزّع مكرماته على شعبه، زيادة الرواتب وتخفيض البنزين وتخصيص المليارات للصندوق العقاري، وقام - حفظه الله - بجولات على مناطق المملكة لوضع حجر الأساس للمدن الصناعية والاقتصادية والجامعات والبيوت السكنية والمشاريع التنموية، حتى أصبحت كل منطقة من مناطقنا الحبيبة تملك بنية تحتية جيدة بالإضافة لتأمين مستقبلها الصناعي والاقتصادي، لتثبت تلك الجولات بُعد نظره - حفظه الله ورعاه -، حتى أتت نهاية السنة الميلادية فإذا به - حفظه الله - يُعلن عن أكبر ميزانية على مر التاريخ لبلادنا الغالية والحبيبة، فكانت كالسحابة الممطرة التي غطت فأمطرت وسوف تنبت كل خير - بإذن الله -.
وحري بنا أن نرفع أكفنا للسماء ونحمد الله بعد الشكر على أن رزقنا هذا الملك العظيم الذي اتبع ما قاله الرسول الأمين - صلى الله عليه وسلم -: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، فالشكر لك يا ملك القلوب، والتقدير لك يا ملك الإنسانية، فجمائلك ستبقى في قلوب شعبك ما عاشوا، وستبقى أعمالك في عيون أبنائك ما بقوا، وستبقى أقوالك في مسامع مواطنيك ما زالوا باقين على وجه الأرض.
سيدي ومليكي إننا ونحن نكتب المقالات، وعندما يُسطِّر إخواننا الشعراء العبارات، وعندما يردد أطفالنا الأنشودات، لا نريد نحن وهم الظهور والأضواء، ولا نسعى للتفاخر بين القراء، ما نسعى إليه هو ما حثَّنا عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)، وما نصبو إليه هو توجيه الشكر والثناء لك، وما نربو إليه هو إظهار مشاعرنا تجاهك، بل إننا نتفاخر بين الشعوب الأخرى بوجودك بيننا، فالحمد لله أولاً وأخيراً على هذه النعمة العظيمة.
والدنا قلت في خطابك التاريخي (لا شح بعد اليوم..)، فهذه الكلمات سيُسجِّلها التاريخ بمداد من ذهب وسترددها أجيالنا والأجيال القادمة - بإذن الله - لأن لبنات هذه العبارة قد وضعتها بيديك عبر جولاتك التاريخية، وصريح هذه العبارة قد شاهدنا بوادرها بمكرماتك الحالية، قلت وصدقت في قولك، وفعلت وأحسنت صنعك، ووعدت وأوفيت بوعدك، فأطال الله في عمرك.
وتأملوا أعزائي في الميزانية الجديدة، فالكل أخذ نصيبه، والكل لا بد أن يخلص في عمله، فلا عذر بعد الآن، ولا عمل بعد فوات الأوان، فالمشاريع مطروحة، والأبواب مفتوحة، للمواطن كل تقدير، فلا شح بعد الآن ولا تقتير، صرَّح بها الملك العظيم، بكلمات تضرب في الصميم، فشكراً يا ملك القلوب، وشكراً يا حبيب الشعب.