* المشاعر المقدسة - متابعة وتصوير - إبراهيم بكري: لا يختلف اثنان على أن الافتراش بالحج ظاهرة غير حضارية، لكن هذه الظاهرة جسدت من جهة أخرى قيما قلَّما تجدها في أي محفل ديني آخر، فقد تقاسم (الحجاج المفترشون) أثناء نومهم الأرض بكل ألفة ومحبة.. ولم يحتاجوا إلى (مساح الأراضي) لكي يحدد لهم مواقعهم بمقاييس حسابية، فهم يتقاسمون الأرض بمقاييس المحبة وصفاء النفس، أجسادهم متعانقة في مساحات ضيقة امتلأت نفوسهم بالطمأنينة فامتلأت جفونهم بالنوم، الأنفس المتعددة صارت كجسد واحد لا يمكن أن تفرق بينها، كل حاج اقتسم مع جاره الأرض وعلى وسادة واحدة ينام أكثر من شخص، فإن ضاقت المساحات على الحجاج المفترشين اتسعت الأرض بصفاء النفوس. هذه الدروس والقيم التي جسدها الحجاج المفترشون تأتي في زمن (الصراع على الأرض) التي تمثل الآن اللغة السائدة في العالم.
|