نحن معك يا عبدالله.. ولكن أجبني على هذه الأسئلة

قرأت ما جاد به قلم الأخ عبدالله بن بخيت في زاويته (يارا) عن الهيئة وذلك في عدد الجزيرة (12492) مطالباً بالتعريف بشخصية رجل الهيئة حتى يكون معروفاً ومميزاً عند الناس، ونحن معه في هذا قلباً وقالباً، ومن المؤيدين لذلك، لكن ثمة أسئلة تدور في ذهني أحببت أن أسألها أخي عبدالله وأريد منه الإجابة بصدق: لماذا كتاباتك في الغالب تتركز على كل ما له صلة بالعمل الخيري؟! وماذا تريد من الهيئة أن تفعل أكثر مما قامت به من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر؟! ولماذا لا يكون النصح للقائمين عليها مباشرة دون نشر الغسيل على صفحات الجرائد إن كان هناك غسيل يراد نشره؟! ألا يوجد إلا الهيئة وما له صلة بالعمل الخيري توجه له نقدك؟! إنني أحب لك الخير، وأتمنى أن تبتعد عن نقد إخواننا في الهيئة هكذا علانية، لأن النصح أمام الناس نوع من التوبيخ لا يُرضى استماعه، وإن كنت على يقين بأن إخواني في الهيئة يرحبون بكل نقد هادف الغرض منه النصح لا التشهير والاصطياد بالماء العكر وتتبع العثرات، والزج به علناً أمام الملأ، ثم إن الخطأ وارد من كل البشر دون استثناء فكل ابن آدم خطاء، وإخواننا في الهيئة ليسوا معصومين من الخطأ، ولكن أخطاءهم مقارنة بجهودهم لا تعد شيئاً؛ فهم يقومون بما لم نقم به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق أسس وقواعد صدرت من ولاة أمرنا -حفظهم الله- ولا ذنب لهم عندما تنتحل شخصية رجلين من رجالهم لأن هذا وارد في كل الجهات الحكومية العسكرية والمدنية، إذ لا دخل لهم بما قام به الشابان كما أوردت ذلك في مقالك، وإن كنت تشبه ذلك بما يقوم به بعض رجال الهيئة غمزاً منك ولمزاً لهم، مسيئاً الظن بهم، رغم أنها جهاز حكومي كأي جهاز! هذا الجهاز الكبير الذي يملك القائمون عليه والعاملون به عدة شهادات شكر من كبار المسؤولين في الدولة من الأمراء والوزراء على ما يقومون به من جهود جبارة في سبيل منع الرذيلة وانتشار الفساد وهذا شيء يفتخر ويعتز به، وإن كانوا لا يريدون الجزاء إلا من رب العباد، نحسبهم كذلك والله حسيبهم، وهنا أدعوك أخي إلى ترك الكتابة عن هفوات رجال الهيئة التي ضُخمت عند بعض الناس، وجُعلت كبيرة وكأنه لا يخطئ إلا رجال الهيئة، فإن ذلك خير لك، واعمد إلى نصحهم بما تراه مناسباً بزيارة مراكزهم، وتقديم ما لديك من ملحوظات عليهم وعلى جهازهم إن كنت ترى أن هناك ملحوظات عليهم، وهذا هو الطريق الصحيح للنصح.