الحس الأمني لرجال الجوازات بالمرصاد لمهربي المخالفين
مخالفون ومتسللون للحج بعباءات نسائية وأعذار وهمية

* المشاعر المقدسة - محمد العيدروس:
أحبطت الجوازات عشرات المتسللين إلى المشاعر المقدسة يوم أمس عبر منفذ الشميسي (على مشارف مكة المكرمة) وعبر مركز السيل الكبير لأداء فريضة الحج دون تصريح رسمي. ونشرت الجوازات دوريات سرية في محيط ومداخل مكة المكرمة لمنع تجاوز أو دخول سيارات تقل مخالفين.
ورصدت (الجزيرة) التي قامت بجولة داخل مركز الشميسي برفقة المقدم خالد الحارثي عشرات المخالفات التي رصدها رجال الجوازات لأشخاص يقومون بنقل متسللين يرتدون أزياء نسائية بمقابل مادي، إلى جانب آخرين يتحايلون على الأنظمة ويقومون بنقل أشخاص ونساء ويدَّعون أنهم أقارب وأشقاء لهم.
ووفقاً للمقدم خالد الحارثي فإن رجال الجوازات المتمركزين في مدخل نقطة جوازات الشميسي على مشارف مكة المكرمة يضبطون في الدورية الواحدة (أي كل 8 ساعات) أكثر من 50 حالة مخالفة يتم التعامل معها كل على حدة. وأشار إلى أن هناك سعوديين يتورطون في نقل مخالفين من المحافظات إلى المشاعر المقدسة بمقابل مادي، ويتم ضبطهم وتحرير محاضر لهم وتغريمهم مادياً. كما يتقمص أشخاص آخرون أزياء نسائية ويرتدون عباءات في محاولة لتضليل رجال الجوازات بأنهم عائلة، ويدَّعي الشخص الذي يتولى نقلهم أنهم عائلته وأقاربه، إلا أن عموم تلك الحالات سرعان ما يكشف رجال الجوازات ادعاءاتها المزيفة.
من جانبه، أوضح الملازم أول ضحوي العنزي؛ أحد ضباط الجوازات المرابطين في جوازات منفذ الشميسي، أن الحس الأمني الجيد لأفراد الجوازات وراء ضبط أكثر الحالات (المزيفة)، مشيراً إلى أن لدى الأفراد والضباط الخبرة في التعامل وكشف أكاذيب تلك الحالات، وغالباً ما يكون العائد المادي المغري هو السبب الرئيس وراء تورط سعوديين (بسطاء) في نقل المتخلفين والمتسللين إلى المشاعر المقدسة، حيث يدفع المخالفون والمخالفات مبالغ سخية تصل إلى 200 ريال للفرد الواحد مقابل إيصاله إلى أطراف مكة أو المشاعر المقدسة.
وكانت حالات تسلل ومخالفات عديدة تقع بالجملة في السنوات الماضية عبر تمكُّن المهربين من نقل المخالفين من الطرق الخلفية والمساحات البرية على جنبات المنافذ؛ حيث يتم سلك طرق ملتوية خلف رجال الجوازات، إلا أن هذه العمليات ألغيت وقضى عليها رجال الجوازات بعد تشكيل لجنة مكونة من الشرطة والبحث الجنائي والجوازات لنشر دوريات سرية وعامة في تلك المواقع وضبط المتحايلين والمهربين.
ويشهد (منفذ الشميسي) و(السيل الكبير) حركة نشطة ودؤوبة تتواصل على مدار الساعة، وينتشر أفراد الجوازات بشكل متقن؛ حيث يتفحصون بمهنية وفراسة وجوه جميع العابرين ويدققون في الهويات وتصريحات الحج، ويتم إيقاف من تدور حوله الشبهة لحين التأكد من وضعه أمنياً ثم اتخاذ الإجراء، حيث تصل الغرامة بحق السعودي الذي ينقل متخلفين إلى 10-20 ألف ريال مع محضر مخالفة، فيما يتم ترحيل الأجنبي الذي يثبت إدانته بعملية تهريب.