| |
(الجزيرة ) تنشر بعض النصائح لضيوف الرحمن الفرح والروحانية يتمازجان في قلوب الحجيج خلال موسم الحج الأكبر
|
|
* تحقيق - هياء عبدالله الدكان: في هذه الأيام المباركة يستعد كثير من الناس لأداء ركن عظيم وواجب من أركان الإسلام؛ فقلوبهم تشتاق إلى حج بيت الله الحرام؛ يقول سبحانه: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَج عَمِيقٍ}سورة الحج (27)، وذكر في تفسير الجلالين عن هذه الآية أنه نادى على جبل أبي قبيس: يا أيها الناس إن ربكم بنى بيتاً وأوجب عليكم الحج إليه فأجيبوا ربكم، والتفت بوجهه يميناً وشمالاً وشرقاً وغرباً؛ فأجابه كل من كتب له أن يحج من أصلاب الرجال وأرحام الأمهات: لبيك اللهم لبيك. {مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} أي من كل فج طريد بعيد، كلهم يلبون: لبيك اللهم لبيك، فكل من ذهب إلى الحج يجد في نفسه شوقاً إلى العودة مرة أخرى ويتحسر على أنه لم يستشعر هذه المعاني إلا بعد أن شارف على الانتهاء. ولما لهذا الأمر من أهمية، وحيث إن البعض يذهب جل وقته في التفكير في الزحام وما قد يحدث من حوادث، وحتى لا تضيع عليهم فرصة استشعار هذا الأمر العظيم، وحتى لا يمنعهم عن ذلك عائق طبي أو عارض صحي أو حتى نفسي - بإذنه تعالى - فتمّ التوجه إلى المختصين وسؤالهم عن ذلك، وعما على الحاج اتباعه، خاصة النساء، وكذلك النصائح الصحية التي إن اتبعها الحاج وفر عليه الكثير من الجهد والعناء. في البداية قال أحمد الدوس مدرب التنمية البشرية والتطوير الذاتي: المشاعر الإنسانية للمرأة قوة إذا أحسنت التعامل معها واستغلالها الاستغلال الأمثل، والله سبحانه خلق الإنسان في أحسن تقويم وجعل للمرأة هذه المشاعر التي تستطيع بها التعايش مع متطلبات الحياة ومتغيراتها لتؤدي عباداتها وواجباتها الحياتية على الوجه المطلوب، وفي الحج، ولا سيما لمن تحج فرضها ويكون هذا الحج أول حج لها، يكون حضور المشاعر حضوراً قوياً متنوعاً ومختلطاً مع بداية النية والإحرام بالحج، وتأتي مشاعر الأمل فيما عند الله - سبحانه وتعالى - من الأجر والثواب والمغفرة، وتصاحب التلبية بالحج مع النداء العظيم: (لبيك اللهم لبيك). وأضاف: هناك طرق عدة للتعامل مع المشاعر السلبية التي تنتج وتجدها المرأة في نفسها أذكر منها: أولاً: التعرف على الشعور السلبي (مثل هل هو خوف أو قلق أو حزن وغيره). ثانياً: التحدث مع النفس بأن هذا الشعور جزء من نشاط النفس وجزء منها يهدف إلى مساعدة المرأة. ثالثاً: التركيز على المشاعر الإيجابية المعاكسة مثل التوكل على الله؛ فالأمور ميسرة - ولله الحمد - ثم التأمل والتدبر في الأذكار والأدعية ومعانيها واستشعارها؛ حتى يزيد الايمان ويزيد اليقين بالله، وأنه على كل شيء قدير. من جانبها أكدت هند الرويتع ما ذكره أحمد الدوس؛ فمشاعرها تمتزج بين الرهبة والترقب والفرح والقلق والرغبة في أداء المناسك على أكمل وجه، وقالت: لكن الحاجز النفسي أجده يشغل تفكيري أكثر من الاستعداد بالعلم الشرعي للقيام بمناسك الحج، وإننا بالفعل نحتاج إلى طرح مثل هذه الموضوعات ومناقشتها. وقالت أمل الشراري إخصائية العلاج الطبيعي في مستشفى النساء والولادة بمجمع الرياض الطبي عن الإرشادات والاحتياطات التي يجب على الحاجة الانتباه إليها إنه يجب اتباع الآتي: لبس الملابس الواسعة نسبياً التي لا تضغط على الجسم، ويستحسن أن تكون قطنية خالصة، ولبس الحذاء الرياضي الذي يأخذ شكل القدم؛ فيقلل الضغط ويساعد على الثبات أثناء المشي، والإكثار من شرب السوائل وخاصة الماء، وتجنب حمل الحقائب الزائدة عن الحاجة أو الأوزان الثقيلة، والأفضل ترك جميع الأغراض الخاصة في مكان الإقامة بالمشاعر ما عدا الضروريات؛ لكيلا تتسبب هذه الأمتعة أو الأغراض في عرقلة المشي أو إيذاء الآخرين؛ فقد تسبب حوادث خاصة أثناء الزحام، وكذلك عليها الابتعاد قدر الإمكان عن أماكن الزحام مهما كانت الأسباب واتباع نصائح المرشدين والمنظمين؛ ففي الحملات الآن - ولله الحمد - من يدل الحجاج ويخبرهم إذا ما كان في الخارج زحام شديد؛ فعلى الحجاج خاصة النساء اتباع التعليمات. ومن الاحتياطات كذلك تجنب المشي مسافات طويلة دون حاجة وخاصة لمن تكون لياقتها البدنية متدنية؛ وذلك لتتمكن من إتمام مناسك الحج بسهولة أكبر، مع المحافظة قدر الإمكان على النوم باكراً، وأخذ قسط كاف من الراحة. وأكد الإمام عبدالله الجساس بمسجد السبعان أن هذا الحج فرصة نحتاج إلى اغتنامها واستغلال الوقت بالتزود بالطاعات واتباع سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في مناسك الحج واستشعار هذه العبادة العظيمة التي يعود الحاج سواء كان رجلاً أو امرأة كيوم ولدته أمه بلا ذنب؛ فصفحته بيضاء نقية. أما الدكتورة مها العطا استشارية طب الأسرة (البرنامج المشترك للدراسات العليا لطب الأسرة والمجتمع بجدة) فقالت: عزيزتي المرأة الحاجة أقدم رسالة صحية قصيرة موجهة لك نرجو أن تفيدك: أولاً: حج مبرور وذنب مغفور لك وللعائلة الكريمة والمسلمين جميعهم. ثانياً: تأكدي من أن جميع التجهيزات الخاصة بالحج جاهزة مثل عنوان ومكان وتليفونات الإقامة في مكة والمشاعر المقدسة مع كتابة جميع أرقام الهواتف المهمة في مفكرة خاصة، وتأكدي كذلك من وجود تصريح الحج الخاص بك والعائلة كلها، إضافة إلى بطاقة الأحوال والعائلة وأي أوراق أخرى مهمة يجب عليك إحضارها، ويفضل أن تكون لديك نسخ طبق الأصل وإضافية في حالة لا سمح الله فقدان الأوراق الأصلية. ثالثاً: التأكد من إحضار تقرير طبي لك أو لأي فرد من العائلة لو كان الوضع يستدعي ذلك والتأكد من ذكر جميع الأدوية والجرعات والأوقات وكتابة أسماء الأدوية على العبوات والجرعات واسم الشخص المستخدم والبدائل التي من الممكن استخدامها في الحالات القصوى التي لا يمكن فيها الحصول على الدواء المحدد (يفضل أن يحضر المريض كميات كافية من الأدوية ولفترة زمنية تكفي شهرين). وينبغي على الحاج أن يأخذ معه بعض الأدوية الاساسية التي من بينها: - مخفضات الحرارة مثل البنادول Panadol - مسكنات الألم مثل حبوب بروفين Brufen وفولتارين Voltaten - محاليل الإرواء الفموي، وهي موجودة على شكل أقراص أو بودرة ORS - أدوية المغص مثل بسكوبان Buscopan - الأدوية الأساسية الخاصة بالأمراض المزمنة كالسكري والربو والضغط وأمراض القلب والأنيميا المنجلية وغيرها، إذا كان الحاج مصاباً بأحد هذه الأمراض. رابعاً: يفضل لبس وإحضار الملابس المريحة والمناسبة للوقاية من الحرارة أو للحماية من البرودة (الملابس البيضاء القطنية الخفيفة المريحة للأيام الحارة) وإحضار شال أو جاكيت مناسب للوقاية من البرد ومظلة مناسبة وحذاء ذي نوعية ممتازة وطبي ومريح للرجل لأن الحج فيه مشي ويفضل لبس النظارات الشمسية ذات النوعية الممتازة للحماية من أشعة الشمس الضارة، وبالنسبة للأطفال يجب إحضار الملابس المناسبة والعملية بكميات كافية والتي تقي من الشمس وتحمي من البرد مع إحضار جميع لوازمهم الأخرى مثل الطعام المناسب والحفائض والألعاب وجميع ما قد يحتاج إليه الطفل ويخفف عنه المشقة. خامساً: إذا كانت هذه أول حجة لك فقد يكون من المناسب سؤال من سبقك عن خبرتهم وبعض النصائح التي من الممكن الاستفادة منها. سادساً: يفضل إذا كانت هناك أي مشكلة صحية أخرى محددة أو أي أسئلة طبية مراجعة طبيبتك قبل الحج بوقت كاف للحصول على النصيحة المناسبة والعلاج المناسب إن احتاج الأمر. سابعاً: الإكثار من السوائل وماء زمزم مثل شرب كمية كافية من السوائل قبل الشروع في أعمال العمرة والحج التي تفقد المرء كمية من الوسائل والأملاح في الطواف والسعي والرمي. وكذلك الإكثار من أكل الفواكه والخضراوات حيث إنها تعمل على منع الإمساك من جهة، كما أنها تزود الجسم بكمية من السعرات الحرارية والأملاح التي يحتاج إليها الحاج من جهة أخرى. واحرصي على عدم شراء الطعام من الباعة المتجولين أو شرب ماء أو مشروب لا تعرفين مصدره، وعليك غسل الفاكهة والخضار جيداً، وأخذ راحة كافية ولو عشر دقائق عقب الانتهاء من أحد أعمال الحج، فعلى سبيل المثال ينبغي على الحاج الراحة لفترة بسيطة بعد انتهائه من الطواف وصلاته، وقبل الشروع في أعمال السعي، كما أن عليه شرب كمية من السوائل (من ماء زمزم) قبل الدخول في السعي؛ وذلك لتعويض الأملاح والسوائل التي فقدها أثناء الطواف نتيجة التعرق، مع استخدام المناديل الصحية للتخلص من الإفرازات المخاطية؛ إذ يساعد ذلك في تقليل حدوث حالات الإصابة بنزلات البرد. ثامناً: من المهم أن أذكر - للأمانة - دور حكومة المملكة العربية السعودية وجميع الوزارات التي تعمل بجد وجهد واضح لخدمة ضيوف الرحمن، والحمد لله فإن جميع الأساسيات والكماليات متوافرة بكثرة، ووزارة الصحة خاصة تقوم بخدمات ممتازة، ويعمل الكثير من الأطباء على راحة الحجاج. وختاماً أدعو: بارك الله للجميع في حج مبرور، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ووفقنا وإياكم إلى كل خير. من جانبها قالت حصة الحناكي (مشرفة تربوية بالرياض): تذكري أن أيام الحج أيام دعاء وقراءة قرآن ودعوة إلى الله؛ فاستغلي الوقت فيما ينفعك، وأري الله من نفسك خيراً ولا تخوضي فيما لا ينفعك، وتذكري أن نفقتك في الحج من أنفع القربات عند الله، وأعيني الصغير والكبير، وأطعمي الجائع، واعلمي أن صنائع المعروف عند الله عظيمة وتقي مصارع السوء، وقد تمنع عنك شر، واختاري الرفقة الصالحة في الحج؛ فهي تعينك على مرضاة الله، وبالتالي تكملي حجك وأنت راضية عن نفسك، كما أن إظهار فرحة العيد والتحلل من النسك أمر مشروع، ولكن ليكن كل أمرك في مرضاة الله، واحرصي على سترك من النار حجابك الشرعي. نسأل الله للجميع القبول والعودة بذنب مغفور وعمل مقبول.
|
|
|
| |
|