| |
يحظى باهتمام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين جسر الجمرات الجديد نقلة هندسية حضارية تسهم في انسيابية ضيوف الرحمن
|
|
* المشاعر المقدسة - واس: يمثِّل مشروع تطوير جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به الذي تُقدَّر تكلفته بأربعة مليارات ريال إحدى العلامات البارزة في موسم حج هذا العام 1427هـ ونقلة حضارية وهندسية توفر انسيابية في حركة الحجاج وتوفير وسائل السلامة والخدمات المساندة أثناء تأديتهم نسك رمي الجمار أيام التشريق. ويحظى المشروع برعاية واهتمام خاص من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين في إطار عنايتهما - حفظهما الله - بتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بما يمكنهم من أداء مناسكهم بأيسر السبل وأفضلها؛ حتى يعودوا إلى ديارهم سالمين غانمين. ويُنفَّذ المشروع على أربع مراحل، انتهت الأولى والثانية منها اللتان تضمَّنتا إزالة الجسر القديم والحفريات اللازمة لأساسات الجسر الجديد التي اقتضت حفريات بالصخور لكمية تزيد على (700.000) متر مكعب، إضافةً إلى إقامة بدروم والطابقين الأرضي والأول. ويتكون مشروع الجسر الجديد الذي يبلغ طوله (950) متراً وعرضه (80) متراً من أربعة أدوار تنتهي أعمال إنشائها قبل حج عام 1429هـ بإذن الله تعالى، ووضعت التصاميم من قبل معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى ووزارة الشؤون البلدية والقروية، فيما قامت جهات أخرى بإجراء بعض الدراسات على الجسر، منها الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة. ووفقاً للمواصفات فإن أساسات المشروع قادرة على تحمُّل اثني عشر طابقاً وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك، ويرتفع الدور الواحد اثني عشر متراً. ويتضمن المشروع ثلاثة أنفاق وأعمال إنشائية مع إمكانية التطوير المستقبلي، ويوفر المشروع (11) مدخلاً للجمرات و(12) مخرجاً في الاتجاهات الأربعة، إضافة إلى تزويده بمهبط لطائرات مروحية لحالات الطوارئ. ويشتمل المشروع الجديد على نظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخّ نوعاً من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات؛ مما يؤدي إلى خفض درجة الحرارة إلى نحو (29) درجة، وأنفاقاً أرضية لفصل سيارات الخدمات عن حركة المشاة أُعدَّت بناء على دراسات ميدانية وهندسية. وطال مشروع تطوير جسر الجمرات تنفيذ مشروعات جديدة في منطقة الجمرات شملت إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على (6) اتجاهات؛ (3) من الناحية الجنوبية و(3) من الناحية الشمالية، اقتضت إزالة عدد من الخيام وإيجاد مصطبتين لاستيعاب الخيام التي تمت إزالتها. كما تم هذا العام تنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتفادي التجمعات بها والسيطرة على ظاهرة الافتراش حول الجسر إلى جانب مسارات الحجاج حتى لا يحدث تقاطع بين حركة الذاهبين للمسجد الحرام والعائدين منه، فيما سيساعد المشروع على تنظيم وتخصيص الأماكن المناسبة للخدمات مثل الأغذية وأماكن الحلاقة ودورات المياه والخدمات الطبية والإسعافية وقوات الدفاع المدني والأمن العام. ولتحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة زُوِّد المشروع بآلات تصوير تقنية مطوَّرة موزعة في عدة أماكن ومتصلة بغرفة العمليات التي تشرف على الجسر والساحة المحيطة به لمراقبة الوضع بصورة عامة واتخاذ الإجراءات المناسبة وقت وقوع أي طارئ لا قدَّر الله، في حين اكتسب الجانب التوعوي مكانة في المشروع عبر إعلام الحجاج وتوجيههم بواسطة شاشات التلفاز المتوفرة في محيط الجسر وداخل مخيمات سكن الحجاج بالنصائح والتعليمات التي تجنِّبهم الحوادث بإذن الله تعالى. وروعي في تنفيذ المشروع الضوابط الشرعية في الحج، وازدياد عدد الحجاج المستمر، وتوزيع الكتلة البشرية، وتفادي تجمع الحجاج عند مدخل واحد، وذلك عن طريق تعدُّد المداخل والمخارج في مناطق ومستويات مختلفة تناسب أماكن قدوم الحجاج إلى الجسر ومنطقة الجمرات؛ حيث يبلغ عددها (11) مدخلاً، ومثلها مخارج، وكذلك ربط الجسر بالجبال القريبة من الجمرات، واستعمال السلالم المتحركة والعادية للوصول إلى المستويات العالية، وفصل حركة المشاة عن حركة المركبات في الساحة. ويحتوي المشروع على أنفاق لحركة المركبات تحت الأرض لإعطاء مساحة أكبر للمشاة في منطقة الجسر بما يساعد على التدخل السريع للأجهزة المشرفة على خدمة الحجاج. وخُصِّص في المشروع الجديد لجسر الجمرات مخارج للإخلاء عن طريق 6 أبراج للطوارئ مرتبطة بالدور الأرضي والأنفاق ومهابط الطائرات، علاوةً على تكامل المشروع مع البيئة المحيطة وتوافقه معها مع توفير التكييف الصحراوي الذي يلطِّف الجو، وتظليل الدور العلوي للجسر بعد انتهائه، الأمر الذي يساعد على الراحة النفسية للحجاج أثناء رمي الجمرات، إضافة إلى توفير سبل رصد المعلومات عن الازدحام في الجسر وحول الجمرات والشوارع؛ مما يساعد بمشيئة الله تعالى على استباق الحوادث قبل وقوعها مع إدارة الازدحام بكفاءة. وسيكون تصميم أحواض الجمرات والشواخص بطول (40) متراً بالشكل البيضاوي عاملاً مساعداً في تحسن الانسيابية وزيادة الطاقة الاستيعابية للجسر. تجدر الإشارة إلى أن جسر الجمرات شهد أعمالاً تطويرية منذ إنشائه عام 1395هـ بعرض 40 متراً وبمطلعين من الجهة الشرقية والغربية ومنحدرين بجوار جمرة العقبة من الدور العلوي من الجهة الشمالية والجنوبية وذلك لنزول الحجاج.
|
|
|
| |
|