| |
عندما تتجدد الذكرى ويبقى الجرح أم عبدالله / مدرسة القصب الابتدائية للبنات
|
|
ليس كل جرح يسهل اندماله، ولا كل الجروح تتساوى في بقاء الأثر، فبقدر الأثر يكون الشفاء أو سكون الألم في العمق. لقد كانت زميلتنا نورة الماجد شفاؤنا بالأمس وشمعة المكان، وجرحنا اليوم وظلمة الأيام، قد كانت سرورنا، ثم هي سر حزننا اليوم، حيث يسكن الصمت معنا. فعشرة الأيام رسخت في كل من عرفها عبير الألفة ومذاق الوفاء، وصدق الزمالة، وطيب السريرة، وصار للأيام معها رائحة التفاؤل. كانت لنا الأخت والزميلة والصديقة التي نأنس بها ومعها، تجسد أمامنا ومعنا دماثة الخلق ورقة الطباع. عرفنا من سيرتها صفاء السريرة ونبل الطوية وصدق الكلام، وجمال الساعات والأيام. كان فراقها نزع روح المكان لتستلمه الأحزان، ولو نطقت الأدوات لضجت بالحنين والآهات. كل ما في المكان يذكرنا بتلك الأخت والزميلة، وتلك المحبوبة التي رحلت حيث طيب المقام والاستقرار. بقي خيالها معنا وطيفها يزورنا في كل لحظة يرسخ الذكرى يجدد عمق التلاقي بها، وكأنه يلغي الاعتراف بالرحيل. لكنه واقع لا مناص من الاعتراف به، لقد اختارنا الله، هو قضاؤه وقدره وهو طريق كلنا سائرون فيه، رضينا بما قدر ربنا، ولا نقول إلا ما يرضيه سبحانه وتعالى. ترتفع أكفنا في كل لحظة ذكرى معها تدعوه سبحانه وتعالى أن يتغمدها بالرحمة جزاء ما تحلت به من صفات الرفعة والخلق الحسن وجزاء ما أبقت من ذكريات بيننا بصدق لا تصنع فيه، وحقيقة لا زيف فيها، وحديث لسان لا كذب معه، نحسبها والله حسيبها ومولاها، يتولاها الله برحمته ويجزيها خير الجزاء إنه سمع مجيب. وإننا ونحن نتذكرها بدموع الفراق والوفاء وصدق الارتباط مع كل ما بيننا من إخاء نتمنى من كل زميلاتها الأخريات في كل الأماكن، ومن كل الطالبات أيضاً ألا يبخلن بالدعاء الصادق لها، وفاء ورداً لبعض ذلك التلاحم الذي كان، والذي لا يزال رغم رحيلها وسيبقى ما بقيت الذكرى وتجددت بالتذكر وخفق القلب بالمحبة.
|
|
|
| |
|