| |
الأمة الإسلامية ومناسبة الحج د. سليمان محسن العريني
|
|
حج بيت الله الحرام فيه تربية روحية وتربية ثقافية إنسانية وتربية اجتماعية وتربية خلقية وتربية رياضية جسدية وهو تطهير للنفس من الخطيئات والآثام وتجديد العزم على اتباع حياة جديدة فيها تقرب إلى الله وتجنب المعاصي، والحج يرمز إلى الوحدة، وحدة الروح ووحدة الهدف ووحدة المصير لجميع المسلمين، وفيه توسيع للأفق الثقافي والاجتماعي إذ يلتقي الإنسان بأبناء بلاد أخرى قد يختلفون عنه في اللون واللغة والعادات ولكنه يرتبط بهم بشعور الأخوة والمساواة التي يضمنها القرآن بين بني البشر والمسلمون يتعاونون؛ ولذا فإن أفراد المجتمع يربي بعضهم بعضا كما يؤثر بعضهم على بعض ويوجه بعضهم بعضا، فعلى حجاج بيت الله الصبر والاحتساب واستشعار عظمة الإسلام وعظمة الأخوة بالله وأن المسلمين كالجسد الواحد. وإننا أحوج ما نكون إليه في الوقت الحاضر هو وحدة الكلمة وإعادة هيبة الأمة الإسلامية وذلك بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله والإعداد الجيد في مواجهة الأعداء في استخدام الأساليب المتعددة من توعية الشباب وإعدادهم إلى مواجهة التيارات المعاصرة بالعلم والمخترعات الجيدة والثقافة الإسلامية وأن نحرص على اليقظة في مواجهة محاولة احتواء الإسلام وحصاره من جميع الجهات للقضاء على جذور هذه الأمة حتى لا يعود للمسلمين وحدتهم الفكرية ولا تكاملهم الجامع ومحاولة تمييع مفهوم الإسلام وصهره مع الأديان في بوتقة واحدة وإعاقة مسيرة الصحوة الإسلامية ودفعها إلى متاهات ضالة أو دروب مسدودة، فإذا كانوا يشوهون الإسلام فإنهم يقصدون من ذلك أن يرفضه أهله وأن لا يصل إلى طلاب الحق وأن يقضوا على تميز الإسلام والقضاء على ذاتيته الخاصة. والمسلمون يدركون أن حقائق الإسلام الأساسية قائمة لا يستطيع أن يجادل فيها أحد وأن الإسلام عقيدة ومنهج حياة وهو منهج رباني المصدر قادر على مواجهة متغيرات الحياة والمجتمعات والأمم وأنه لم يعجز في الماضي ولن يعجز اليوم أو غدا عن تقديم إجابات صحيحة وحلول سليمة لكل معضلات الحضارة والمجتمع وواجب المسلمين الوحدة والاتحاد في مواجهة الخطر الصهيوني الموجه إلى كل مسلم، والانتباه إلى الخطر المحدق بالعالم الإسلامي، وذلك بمواجهة هذا الخطر، وعلينا أن نفهم طبيعة هذا العصر وكيفية إحداث التغيرات والتخلص من الازدواجية في الفكر وتصحيح المفاهيم وكشف مؤتمرات الغرب والحذر من الغزو الثقافي. ولا شك بأن الإسلام قادم لا محالة نظرا لإفلاس وعجز الفلسفات الوضعية ابتداء من الرأسمالية الليبيرالية وانتهاء بالشيوعية المادية؛ ودليل ذلك أن العالم بدأ يحسب ألف حساب للأمة الإسلامية باعتبار الإسلام بإمكاناته الروحية والفكرية هو أهم القوة الجوهرية في العالم؛ فهو رسالة السلام والمحبة والعدل للعالم؛ فالثقة بالله سبحانه وتعالى والدعاء لله في يوم الحج الأكبر أن يعز الإسلام والمسلمين ويعلي كلمته لإنقاذ البشرية من أوحال الشرور بأنواعها. والله الهادي إلى الخير.
|
|
|
| |
|