| |
وتاليتها..؟!! أ. د. هند بنت ماجد بن خثيلة
|
|
مبدأ التعزيز ضروري لكل شيء في كل شيء فنحن عندما يحسن أطفالنا السلوك والتصرف نكاد ندفنهم في قلوبنا غبطةً وفرحاً، ولا نبخل عليهم بكل ما نملك وبما نحب سعياً وراء تكريس ذلك السلوك الإيجابي والتصرف المفرح. في داخل كل منَّا طفل في حاجة إلى تعزيز ومحبة وتقريب، وشريحة الموظفين في مختلف مجالات العمل في الدولة ينتظرون دائماً كتاب تقدير، أو مكافأة مادية، أو زيادة ثابتة في رواتبهم، خاصةً عندما يحسون بأنهم أتقنوا عملهم وأنتجوا، وفي انتظار ما يجعل هذه الجودة في الأداء قاعدةً متصاعدةً، يحفُ بها هذا التعزيز الذي أتحدث عنه. وحين يكون المقام في شأن موظفي التربية والتعليم فإن الأمر يكون أكثر أهميةً وأحق التفاتاً وبخاصة في ميدان الجامعات والتعليم العالي.. مثل هذا التعزيز حصل عليه موظفو كثير من الجهات منهم القضاة والأطباء ومعلمو المدارس، حين تقررت زيادة رواتبهم وإقرار عدد من البدلات لهم. وحدهن أستاذات الجامعات ظللن مربوطات على حد راتب يكاد يكون مقطوعاً مثل هذا الواقع لا يسهم في رفع وتيرة الأداء وتطويره في جامعاتنا، وهو ما ينعكس سلباً في اتجاهين: الأول عزوف عدد من الأساتذة عن العمل في الجامعات، والبحث عن فرص عمل أخرى يكون عملهم في الجامعة ممراً سريعاً إليها، والثانية أن أثرهم في طلبتهم يكون محدوداً، فينشأ هذا الواقع غير المرضي لنتائج الجامعات، الذي يصل بها إلى حد النقد السلبي في نتائجها، ويرقمها في قائمة الجامعات غير المعتد بأدائها، ثم نبدأ في التساؤل والاستهجان عن عدم تميز جامعاتنا في أدائها ونتائجها. المتوقع في كل عام أن يتم النظر إلى وضع أساتذة الجامعات وتحسين رواتبهم، وإقرار زيادات دورية مجزية لهم لكن ذلك لم يحدث رغم قل التوقعات. أدري بأن ذلك في حاجة إلى توجيه من القيادة، ولكن أدري أيضاً أنه يجب أن يسبق ذلك دراسات وتوصيات من المسؤولين عن الدراسات الإستراتيجية، الذين من شأنهم دعم وتحصين الجهات المؤثرة في مسيرة التنمية والتطوير في البلاد. هذه المرة نحن لا نتوقع أن يحدث ما ننتظره في هذا السياق فحسب، ولكننا نتوجه إلى المقام السامي بأن تطال مكرماته هذا القطاع التربوي الهام، وأن يصدر توجيهاته الكريمة لتكريم هذه الشريحة المعطاءة، وإعطائها ما تستحقه من حوافز ومعززات. سوف تظل الهيئة الأكاديمية في الجامعات السعودية على عهدها بالعمل، وعلى وعدها بالتجويد، وعلى قدر الثقة الممنوحة لها في الأداء والتطوير، وعلى قدر المحبة والوفاء للوطن وقيادته وأهله سيظل ديدنها العمل الدؤوب من أجل وطن يستحق أن يُفتدى بالمهج والأرواح، لا بالأداء الوظيفي، وما يتلوه من تقارير الكفاية الصورية.. وتاليتها؟!!
|
|
|
| |
|