| |
نوافذ الغطاء الإعلامي أميمة الخميس
|
|
رافق الفرحة الشعبية الغامرة بميزانية الخير لهذا العام، ضباب من الحذر والتخوف، من العديد من الأوساط، لا سيما أن الطفرات النفطية السابقة لم تستثمر إلى حدودها القصوى كما يرى بعض خبراء الاقتصاد. واقتصادنا من ناحية أخرى اقتصاد ريعي، يعتمد في غالبيته على مزاجية أسعار النفط العالمية، وأي خلل في هذه الأسعار من الممكن أن ينعكس بصورة سلبية على الدخل لا سيما أنه لم يتم تأسيس أرضية إنتاجية على المستوى البشري والصناعي تغني عن النفط ومشتقاته كمتحكم رئيسي في الاقتصاد المحلي. الأمر الآخر الذي ظهر واضحاً في الطفرات السابقة أنه أثقل كاهل الحكومة بالكثير من الأدوار والأعباء، والمطالب، وبالتالي خلق مؤسسات حكومية ضخمة وكبيرة، لكنها في الوقت نفسه ثقيلة ومطوَّقة بسور من البيروقراطية التي تحجز رأس المال من التحرك السريع والفاعل ميدانياً. هذه المركزية الحكومية وإن كانت تشكِّل مركز قوة وهيمنة في أوقات الرخاء، لكن في حال تقلصت الأسعار والمردودات المادية فلا بد أن ينعكس هذا بصورة سلبية على القرار السياسي أيضاً عندها يصبح السوق المحلي شبه مشلول لتعوده على الاتكاء الكامل على الموارد الحكومية فقط، من خلال علاقة أبوية بحيث تصبح الرواتب كالهبات والعطايا وليست كمردود إنتاجية اقتصادية حيوية وفاعلة على أرض الواقع، وبالتالي تستطيع أن تقيل عثراتها بنفسها. أيضاً من ملامح الفساد الإداري في بعض المرافق الحكومية، غياب التطوير والتجديد في الأنظمة الإدارية القادرة على استيعاب، ومسايرة عالم حيوي ومتحرك من حولنا. هذه الثغرات التي كانت تحاصر الطفرات السابقة، هي التي جعلت الكثير من ملامح الحذر والترقب تطوِّق الطفرة الحالية التي تنعم بها البلاد. فتصبح عملية تجاوزها والتغلب عليها هو التحدي والمهمة القومية التي يجب أن ينخرط بها جميع الجهات والأفراد بلا تحديد. ولعل من الأولويات التي يجب ترسيخها، بل الحرص عليها هي الشفافية وتفعيل أنظمة المساءلة والمتابعة، وهي الشعلة التي أوقدها خادم الحرمين في خطابه للوزراء كل في مجاله، هذه الشفافية بالتأكيد تدعم وترسخ من خلال فاعلية قنوات إعلامية واضحة ومتسعة وقادرة على نقل الصورة كاملة بجميع تفاصيلها للمواطن، فمن ناحية لا بد أن يكون هناك جلسات مساءلة دورية للمسؤولين عبر مجلس الشورى تُبث تلفازياً ويطلع عليها الجميع، والمساءلة هنا بالطبع لا تأخذ طابعها التجريمي، بل أن يتم كل شيء عبر لغة الأرقام والواقع المحسوس الذي يفهم من الجميع. أيضاً الإعلام الحر النزيه لا بد أن يمنح المزيد من الحريات والصلاحيات المسؤولة، التي تخضع لمرجعية قانونية معينة يتم من خلالها حماية هذا الإعلام وأيضاً.. الحماية منه. الإعلام الحر والغطاء الإعلامي النزيه، هو الذي سيكفل بالتأكيد لميزانية الخير، أن تذهب في مساراتها وقنواتها التي وضعتها الدولة وولاة الأمر لها. سيكون بالتأكيد من خلال ذلك كله حتماً كاتب له طروحات جادة، وسيكون هناك آخر له طروحات قد نجدها تجاوزت السقف الذي اعتدناه، ولكن بالتأكيد سيكون هذا الكاتب الإعلامي منطلقاً من منطلقات وطنية، وحب ورجاء وخوف وتقدير لهذا الوطن، لذا عندما يتجاوز الكاتب بعضاً من الخطوط الحمراء المعهودة بدلاً من أن نلجمه ونوقفه عن الكتابة فلنستمع إليه قليلاً، فلربما يكون لديه ما يستحق الاستماع إليه.
|
|
|
| |
|