لافروف مجملا جهود الدبلوماسية الروسية خلال 2006:
قلق من أوضاع الشرق الأوسط .. وقناعة بحل مشكلة النووي الإيراني بالتفاوض

موسكو- سعيد طانيوس:
أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلقه من احتمال وقوع مواجهات في لبنان وفي الأراضي الفلسطينية, وقال في مؤتمر صحفي عقده يوم الأربعاء الماضي في موسكو: إن ما يحدث في لبنان يشبه ما يجري في الأراضي الفلسطينية موضحا أنه يتحدث حول احتمال وقوع مواجهات داخلية. وأشاد الوزير الروسي بالجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية لتطبيع الوضع على المسار اللبناني السوري مشيرا إلى أن روسيا لا تريد القيام بدور وساطة متميز في تطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا. واعتبر لافروف انه من الضروري الحؤول دون إحباط الجهود التي يبذلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وأكد أن تطورات الوضع في منطقة السلطة الوطنية الفلسطينية تثير قلقه مشيرا إلى أننا نريد بذل ما بوسعنا للحيلولة دون شق المجتمع(الفلسطيني). ودعا الوزير الروسي إلى ضرورة إشراك جميع بلدان المنطقة في جهود تسوية المشكلات التي تعاني منها المنطقة مشيرا إلى أن فرض عزلة على بلد أو قوة سياسية يعني وضع العراقيل التي تحول دون إعادة إطلاق عملية السلام.
من جهة ثانية، أشار وزير الخارجية الروسي إلى أنه من الممكن التوصل إلى حل مقبول سريع للمشكلة النووية الإيرانية بصدور قرار مناسب عن مجلس الأمن الدولي في حال التزمت القوى الكبرى المعنية بتسوية المشكلة بما تم الاتفاق عليه في وقت سابق. وذكر في مؤتمره الصحفي الذي أجمل فيه نتائج جهود الدبلوماسية الروسية خلال عام 2006 ,أنه تم الاتفاق في وقت سابق على أن يجري العمل على تسوية المشكلة بالطريقة الدبلوماسية ولا مكان للحديث عن استخدام القوة. مذكرا بأن القوى الكبرى( روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا )اتفقت على أن يؤازر مجلس الأمن الدولي جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دون أن يجعل نفسه بديلا عنها في التعامل مع المشكلة الإيرانية وعلى أن يساعد المجلس على إيجاد المدخل إلى مفاوضة إيران وليس الى معاقبتها. ولفت لافروف إلى ارتقاء العمل في إعداد مشروع قرار بشأن إيران إلى مستوى نوعي جديد الآن، وذلك على الرغم من ان أعضاء مجلس الأمن الدولي الدائمي العضوية لم يتجاوزوا بعد خلافا حول نقطتين في مشروع قرار بشأن إيران هما: تجميد الأرصدة الإيرانية في البنوك الخارجية ومنع زيارات خارجية لمسؤولين إيرانيين. وكان مندوب روسيا فيتالي تشوركين قد اعلن أن مسألة تجميد الأرصدة تحتاج إلى المزيد من الدراسة في حين أن حظر منح كبار المسؤولين الإيرانيين تأشيرات دخول إلى البلدان الأخرى لا يتناغم مع فلسفة القرار المطلوب تبنيه ولا تقبله روسيا.
وتتخوف الدبلوماسية الروسية من اقدام الولايات المتحدة على طرح مشروع القرار الخاص بايران على التصويت خلال هذا الأسبوع بغض النظر عما إذا حظي بالإجماع أو لا. وفي ما بدا انه توضيح لفلسفة الموقف الروسي من البرنامج النووي الايراني , رأى لافروف أن سباق التسلح الذي لا يزال مستمرا في العالم، يحثّ بعض البلدان على امتلاك التكنولوجيا النووية الخاصة بها. وقال إن سباق التسلح لا يتسنى إيقافه.. لافتا إلى أن استمرار سباق التسلح يخلق مزيدا من المخاطر. وأضاف أن روسيا ستحاول إيقاف تطورات الوضع غير المرجوة بالوسائل الدبلوماسية.
وأكد وزير الخارجية الروسي معارضته لاستخدام القوة لحل القضايا الدولية مشيرا إلى أن استخدام القوة لا يؤدي إلا إلى توسيع رقعة النزاع على الساحة الدولية وخلق مزيد من المشكلات التي تضاف إلى المشكلات التي تظل عالقة.
كما عبر لافروف عن استنكاره لما وصفه بالمدخل الأحادي الجانب إلى حل القضايا الدولية مشيرا إلى أن التوصل إلى فهم عدم فعالية المدخل الأحادي الجانب يتم، مع الأسف، بعد تقديم تضحيات كثيرة.. ولكن الفهم يشق طريقه.
واعتبر وزير الخارجية الروسي أن العام المنصرم شهد ازديادا لدور روسيا في الساحة الدولية مشيرا إلى أن تنامي الدور الروسي في مجال السياسة الخارجية يقف وراءه توطد روسيا داخليا وقدرتها على حماية مصالحها المشروعة. الا ان لافروف تمنى أن يسير المجتمع الدولي في اتجاه إزالة ما تبقى من تركة الحرب الباردة التي انتهت منذ حوالي 15 سنة. وقال أنه يتمنى أن يرى شركاء روسيا أن ازدياد قوة روسيا لا يمثل تحديا وإنما يمثل فرصة للتعاون الواسع المتبادل النفع.