في بيان صحفي حول زيارة خادم الحرمين إلى سلطنة عمان:
المليك والسلطان قابوس بحثا مختلف القضايا وأشادا بالعلاقات بين البلدين

* الرياض - واس:
صدر أمس بيان صحفي حول زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى سلطنة عمان يوضح عمق العلاقات بين المملكة وسلطنة عمان، ورؤية البلدين الشقيقين حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية. وقد عبّر الجانبان عن الاحترام المتبادل ورضاهما للمستوى الرفيع الذي بلغته العلاقات الطيبة بين البلدين.
وقد أشار البيان إلى الأوضاع في العراق وعبر الجانبان عن قلقهما من تدهور الوضع الأمني هناك.
كما استنكر الجانبان الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين وطالبا بتفعيل عملية السلام.
وحول الأوضاع في لبنان أعرب المملكة وعمان عن تأييدهما للحكومة اللبنانية ومساندتهما لجهود أمين عام جامعة الدول العربية لحل الأزمة بين الفرقاء.
وبشأن تصاعد الموقف الخطير في الصومال طالبت المملكة وعمان الأطراف هناك بتغليب لغة الحوار وحل الأزمة بالطرق السلمية. وحول الأوضاع في السودان عبر الطرفان عن قلقهما بشأن الأزمة الإنسانية في دارفور وثمنا جهود الحكومة السودانية لاحتوائها. وفي الشأن الإيراني حث الجانبان إيران على مواصلة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ودعيا إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وقد جاء البيان كالتالي:
تجسيدا للنهج الحميد في التواصل والتشاور بين الاشقاء وتعميقا لجذور المودة والاخاء بين الشعبين العمانى والسعودي وتلبية لدعوة وديه من جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان قام بمشيئة الله وتوفيقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بزيارة رسمية لسلطنة عمان استغرقت ثلاثة أيام ابتداء من يوم السبت الثالث من ذى الحجة 1427 هـ الموافق 23 من ديسمبر 2006 م وقد تبادل الجانبان الآراء حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك والأوضاع الإقليمة والدولية. كما أشادا بالعلاقات الطيبة بين البلدين الشقيقين وعبرا عن رضاهما لما وصلت إليه تلك العلاقات من نمو وتقدم في ظل الرعاية الكريمة لعاهلى البلدين ويتطلعان إلى مزيد من التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين. وأعرب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عن إعجابه الكبير بالتقدم والنهضة المباركة التي تشهدها سلطنة عمان في شتى المجالات في ظل العهد الزاهر لجلالة السلطان قابوس بن سعيد. وأشاد جلالة السلطان قابوس بن سعيد بالتطورات التي تشهدها المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين.
وأثنى على الجهود والدور الذي يضطلع به خادم الحرمين الشريفين في دعم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومساندته للعمل الخليجى المشترك بما يحقق المزيد من التقدم والرفاهية للمواطن الخليجى ويثبت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.
وعبّر الجانبان عن قلقهما البالغ لتدهور الوضع في العراق ومعاناة الشعب العراقى الشقيق ويدعوان كافة الأطراف العراقية إلى تغليب المصالح العليا وأكدا على احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق. كما استعرضا تطورات الأحداث في الأراضى الفلسطينية ومسيرة عملية السلام في الشرق الأوسط. وأكدا استنكارهما الشديد وإدانتهما لاستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى ودعوا المجتمع الدولي للتحرك السريع لوضع حد لتلك الاعتداءات وتفعيل عملية السلام وفق مبادرة السلام العربية وخارطة الطريق وقرارات الشرعية الدولية فالسلام العادل والشامل في الشرق الاوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للبقاء وعاصمتها القدس الشريف والانسحاب الإسرائيلى من الجولان العربي السورى المحتل إلى الخط الرابع من يونيو - حزيران - 1967 م ومن مزارع شبعا. وعبرا عن قلقهما لتطورات الاحداث والاختلافات السياسية المؤسفة في لبنان وأدانا بشدة مسلسل العنف والاغتيالات، كما أكدا دعمهما للحكومة اللبنانية وتأييدها ومساندتهما لجهود الأمين العام لجامعة الدول العربية لايجاد حل للأزمة بما يحافظ على وحدة الصف اللبنانى ويعزز الأمن والاستقرار والالتزام بالمؤسسات الدستورية الشرعية ويغلب التوافق واللحمة والحوار.
كما دعا الجانبان الاطراف الصومالية المتصارعة إلى تغليب لغة الحوار وحل المشاكل بالطرق السلمية بمايحافظ على استقرار الصومال واستقلاله ويثبت دعائم الدولة ويعزز نفوذ الحكومة في بسط سلطتها على سائر الاراضى الصومالية. وحول تطورات الاوضاع في السودان عبرا عن أسفهما لاستمرار المعاناة الإنسانية في إقليم دارفور وفي هذا الإطار يثمنان جهود الحكومة السودانية وحرصها على احتواء الأزمة ويشيدا بالجهود التي تبذلها الجامعة العربية والاتحاد الافريقي والأمم المتحدة لمساعدة الحكومة السودانية لتحقيق المصالح الوطنية في دارفور وفي هذا الشأن يحثان الحكومة والفصائل السودانية على الجلوس معا إلى طاولة المفاوضات وتغليب المصالح الوطنية العليا في السوادان الشقيق.
في شأن الملف النووي الإيراني اكدا مجددا دعمهما لكافة الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي لهذه الازمة ويحثان جمهورية إيران الإسلامية على مواصلة الحوار والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بما يحقق الالتزام بالمعايير الدولية للأمن والسلامة ومراعاة الجوانب البيئية ويؤكدان مجددا مطالباتهما بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل بما فيها منطقة الخليج مع اقرارهما بحق دول المنطقة في امتلاك الخبرة في مجال الطاقة النووية للاغراض السلمية على أن يكون ذلك متاحا للجميع في اطار الاتفاقات الدولية ذات الصلة. كما عبّر خادم الحرمين الشريفين عن بالغ تقديره وامتنانه لأخيه جلالة السلطان قابوس بن سعيد وحكومته وشعبه الكريم للحفاوة وكرم الضيافة ومشاعر الأخوة الصادقة التي قوبل بها والوفد المرافق أثناء زيارته الرسمية للسلطنة، ومؤكدا العزم على دفع العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين إلى مجالات وآفاق أرحب ومتمنيا المزيد من التقدم والرخاء للشعب العمانى.
صدر في مسقط والرياض يوم الاثنين 5 من ذي الحجة 1427 هـ الموافق 25 ديسمبر 2006 م.