| |
نهارات أخرى استقامة جبرية..! فاطمة العتيبي
|
|
نضع الاشتراطات الكثيرة في تعاملنا مع العمالة المنزلية من خادمات وسائقين.. ونسد باب الذرائع كثيرا حتى نأمن على بيوتنا وأطفالنا معهم.. لكن هل تحدث الاستقامة التي نتوخاها؟.. هل سد هذا الباب الكبير لكل الفرص الممكنة لسوء الأخلاق؟.. ** طبيبة سعودية تصف حال طفلة تعاني من الاكتئاب الشديد الناتج عن تحرش دائم من الخادمة بها.. مع أن أم الطفلة كانت تفصل الهاتف المنزلي وتغلق الأبواب بالأقفال.. ولم تعط للخادمة هاتفاً جوالاً!!.. وهي تخرج تشعر بأنها سدت باب الذرائع فهل أنتج هذا سلوكاً قويماً؟ وهل ضمن حياة كريمة لطفلتها ذات الثلاث سنوات؟! ** ذكرت هذه الحادثة وأنا أقرأ عن إبعاد سيدة سعودية من الولايات المتحدة لسوء تعاملها مع خادمتها.. نشرته الحياة في عدد السبت الماضي. ** نحن نوفر الطعام للخدم.. ونغدق على السائق بالزيادات.. لكننا نحجر على جوازات سفرهم بخزانات محرزة.. وكثيرون يعطون السائق جوالاً فقط لكي يستقبل مكالماتهم.. ولا يعطون الخادمة جوالاً أبداً على الرغم من أن أطفالهم الصغار يمتلكون هواتف نقالة يرمون بها يميناً وشمالاً.. وحين تستغرب.. يقولون: العقد الذي بيننا وبينهم لا يوجد فيه بند بالسماح لها باقتناء هاتف.. أو ترد عليك أخرى.. (ما معها جوال وعسانا نسلم). ** الأقفال والمزاليج لا تصنع فضيلة.. ولا تصنع استقامة.. بل قد تكون هي ذاتها مبرراً للانتقام.. تعاملنا مع العمالة المنزلية يحتاج إلى إعادة نظر وإلى انتشار ثقافة الثقة وحسن الظن، ومن بدر منه ما يخالف السلوك الحسن هو الذي يحرم من الامتيازات ومن الثقة.. ** بهذا نحفز السلوكيات الحسنة كي تكون هي القاعدة وغيرها هو الاستثناء! ** لا بد من المرونة في التعامل مع هؤلاء الغرباء الذين نستهلك طاقتهم في العمل اليومي ودون أن نروح عنهم في نهاية الأسبوع.. ** أسر كثيرة لا تتيح لمخدوميها التنزه معهم والخروج للأماكن العامة في نهاية الأسبوع ويعتبرون ذلك باب شر لا بد من سده تماماً.. ** أبواب الشر نحن خلقناها.. وتحولت إلى غول كبير يحرمنا من الاستمتاع المباح بما حولنا من حياة وجمال..! ** تذكروا دائماً أن المزاليج والأقفال ليست هي أداة صنع الاستقامة والفضيلة!!
Fatemh2007@hotmail.com |
|
|
| |
|