| |
منتدى الموسى الثقافي يشتعل روائيا
|
|
استأثر محور الرواية السعودية على مسار منتدى الموسى الثقافي في لقائه الأخير مساء الخميس الماضي، حيث بدأ الحوار الباحث والكاتب خالد اليوسف بورقة استفهامية تنطلق من جدول إحصائي ومقدمة ببليوجرافية للمنتج الروائي خلال عام 2006 فقط، وهذه الأسئلة ترتكز على إثارة الحوار والنقاش فيما بعد وهي: 1- كيف وصل نتاجنا إلى اثنتين وأربعين رواية لعام واحد؟ 2- كيف تعادلت المرأة السعودية مع الرجل في هذا الناتج، عشرون رواية للكاتبات واثنتين وعشرين للكتاب؟ 3- ما هو المحفز لدخول عشرين كاتبا للساحة الرواية، رغم عدم كتابتهم لأي فن أو مجال أدبي قبل ذلك؟ 4- بل إن عدد الكتاب الجدد ستا وعشرين كاتبا روائيا! 5- كيف جذبت الرواية كل الطبقات الاجتماعية، وكل التخصصات الحياتية، وكل الأعمار دون فارق؟ 6- سيطرت الرواية على نشاط الناشرين ولم يعد الشعر والقصة القصيرة والدراسات الأدبية مجالا لهم. هذه المحاور وغيرها أشعلت النقاش بين الحضور الذي كان متنوعا، فتناول الإعلامي عبدالعزيز العيد هذه الظاهرة من الناحية الإعلامية والفسحة الواسعة التي نلمسها في قضية الرقابة التي تصالحت كثيرا مع الإبداع، وتعليم المرأة التي استطاعت الاستفادة منه في التعبير عن قضاياها ومشكلاتها بكل صراحة، أما الروائي والكاتب عبدالعزيز الصقعبي فقد مر على مدخل الرواية تاريخيا إلى أن وصل إلى عام 1995 الذي اعتبره المفصلي لفنية الرواية السعودية وتحدث عن متغيرات كثيرة في مفهوم الرواية والقدرات المتفاوتة، وليس كل من كتب وطبع له ووضع كلمة رواية هي بحق رواية، لأن القرار والحكم في ذلك للتاريخ ولندع التفاؤل والتشاؤم بعيدا. الروائي محمد المزيني تحدث عن تجربته الكتابية والنشر في الخارج، وعن عالم الرواية المغري بكل تفاصيله ومتطلباته، ولن تحدث لديه مفاجأة لو كل كاتب في هذه البلاد أنتج رواية لجمالها الأخاذ.الكاتب والممثل علي الهويرني لم يكن متفائلا ولم تجذبه الرواية حتى الآن، وأكد أن كل ما لدينا إرهاصات حتى لو كتب في العام الواحد مائة رواية! الإعلامي هاني الحجي أبدى تخوفه من انسياق المرأة إلى عالم الفضائحية والكشف عن المستور، وان التصفيق لها والإشادة بما تكتبه محزن جدا، والخوف على المجتمع من كتابات لا يدرك كتابها مخاطر ما ينشرون، أما الموسيقار والتشكيلي والشاعر إبراهيم العميم فقد أبدى فرحه بما وصلت إليه الرواية السعودية ويتطلع إلى أن تنافس الرواية العربية مثلما كان ذلك في كثير من البلدان العربية، وستكون هي الأولى إذا انغمسنا أكثر في خصوصيتنا وتميزنا الزمكاني، أما الشاعر والأديب عبدالله الوشمي فقد حاول أن يقرأ الورقة بروح أكاديمية ويسلط الضوء على عدد من التقاطعات التي تستوجب الوقوف بتأني، حيث إن مسألة النقد والدراسة تكشف للساحة عن الغث من السمين، وهي التي تعطي مشروعية العمل نفسه، ثم تكشف للكتاب صلاحية ما يكتبونه وينشرون، ثم جاء دور الشاعر عبدالله السميح الذي بملاحظات مهمة تتركز على البناء المعماري واللغوي والإملائي وتفاوت الاهتمام فيها لدى هذا الجيل، أما الفنانون والنقاد التشكيليون ناصر الموسى وراضي جودة وعلي المرزوق وماهر العامر فقد كانت رؤيتهم جمالية ومتفائلة حيث يرون انعكاسها على الفن التشكيلي، وقد ازدهر لازدهار الأدب وتقدمه، بل تشجع الفنان التشكيلي للغوص في مجالات واسعة بعد رؤيته انغماس الكاتب المبدع في تفاصيل الحياة اليومية. ثم ما لبثت أن عادت الحوارات مرة أخرى في تفاصيل كثيرة لمشروع الرواية في السعودية، المشروع الذي سيطر على كل النتاجات الأدبية، وأوقف القصة القصيرة والشعر والكتابة عامة، ويدل على أن عام 2006 عام الرواية السعودية.
|
|
|
| |
|