| |
في الوقت الأصلي العيب واضح.. فما الداعي للفضايح؟! محمد الشهري
|
|
لحسن الحظ أنه لم يحل بين مباراة الهلال والشباب التي أقيمت يوم الخميس وبين مباراة الوحدة والنصر المقامة يوم السبت سوى (48) ساعة بالتمام والكمال. ** وكونهما قد حفلتا بالعديد من الأحداث والشواهد الماثلة.. فضلاً عن قصر المساحة الزمنية بين المباراتين، ما يعني وجود قائمة من العوامل التي وفرت في مجملها حزمة من المعطيات التي يتحتم ربطها ببعضها البعض للخروج بمحصلة ثرية ودامغة مما يمكن قوله إزاء مجمل الأحداث الأخيرة التي ما تزال تستلهم المزيد والمزيد من الطرح الذي يصب غالبيته في ذات السياق التضليلي والتحريضي الذي كان له الدور الأبرز في إذكاء الفتنة، في حين أن البقية حاولوا وما زالوا يحاولون وضع القارىء والمتابع أمام قائمة طويلة من الحقائق التي عمل أولئك على ليّ أعناقها وتشويهها وتشكيلها حسب الأهواء(؟!). ** من أهم تلك المعطيات على سبيل المثال: أن لقاء الخميس قد جمع المتصدر الهلال والشباب الوصيف، ولم تجمع بين القمة والقاع، كما هو حال لقاء الهلال والنصر.. هذا فضلاً عن أن ذلك اللقاء قد جمع بطل المسابقة للموسم الفارط ووصيفه.. أي قمة المنافسة الفعلية والحقيقية، وليست المنافسة الكلامية أو الدعائية، وبالتالي فإن صيرورة اللقاء نتائجياً وفنياً قد وضعت الأمور في نصابها الصحيح من كل النواحي وبكل المقاييس، وأنصفت العديد من الأطراف قبل أن تنصف الزعيم. ** فقد أظهرت المباراة بجلاء مدى الإجحاف المستوطن الذي يتعرض له الهلال على أيدي حكامنا من خلال تكبيل نجومه الكبار من خلال مواقف وقرارات تحكيمية (خاضعة) تحد كثيراً من عطاءاتهم، ومن تجسيد ما يكتنزونه من ترسانات مهارية على المستطيل الأخضر مما جعلهم عرضة لممارسات أنصاف وأرباع اللاعبين الذين لا يجيدون سوى البلطجة والانبراشات والانقضاضات على مفاصل المبدعين وإرهابهم، ولنا في معظم المباريات التي يخوضها الهلال تحت إدارة التحكيم المحلي أكثر من مثل وأكثر من شاهد (؟!). ** فالمنصف الذي تابع المباراة سيجد أنها قد برهنت لكل ذي بصيرة بأن نجوم الزعيم يكونون أكثر إبداعاً وأكثر عطاء، وأكثر حسماً، كلما كانت التنافسات الميدانية خالية تماماً من عناصر التخريب والتشويه التي عادة ما تهبط إلى أرض الملعب، وهي ترزح تحت وطأة جملة من المطالب التي تفوق إمكاناتها وقدراتها، لذلك تلجأ لسلاح العاجز المتمثل بإلحاق أكبر قدر من الأضرار الجسدية والترهيبية بالمنافسين للحد من خطورتهم وإبداعاتهم، ولا أبرىء ساحة الأجهزة الإدارية والفنية المشرفة على تلك العناصر من ذنب التنسيق المسبق معها للقيام بتلك المهمات لأي سبب من الأسباب التي ترى فيها مصلحة ما.. أقلها افتعال مبررات لإقامة إحدى المناحات المتوارثة منذ (30) عاماً على خلفية زوبعة هنا أو (هيصة) هناك التي ستمتد إلى أن يقتنع أصحابها من فئة (بني خيبان) بأن الفهلوة لم تعد تنطلي على أحد، وبالتالي فلن تحقق ما كانت تحققه من مكاسب خلال الأزمنة الغابرة، ومن ثم العمل على تكريس ثقافة الاعتراف الذاتي بالقصور والتقصير دون اللجوء إلى المشاجب والشماعات الجاهزة التي أضحت مكشوفة، أو بمعنى آخر.. بضاعة فاسدة لن تجد من يشتريها(؟!). ** أما أوجه الارتباط الذي أشرت إليه في مستهل هذا الموضوع بين لقاءي الخميس والسبت.. فلعلها تتمثل في مجرياتها وفي ردود الأفعال، وفي التعاطي مع ما واكبها من أحداث وملابسات ومن تداعيات. ** ذلك أن مباراة السبت قد حفلت بسلسلة من الأحداث التي اشتملت على الجزائيات، وعلى حالات الطرد وأشياء أخرى جديرة بلفت الأنظار عادة، ومع ذلك لم تحدث أية احتجاجات أو عنتريات من قبل أنصار الفريق النصراوي تستخدم فيها العقل والزبيريات والفوارغ بكافة أشكالها، كما حدث أمام الهلال الذي لم يطرد خلاله أي لاعب نصراوي، رغم استحقاق أكثر من لاعب لعقوبة الطرد، كذلك لم يحتسب أي جزائية هلالية، ولم يتم تنفيذ أي خطأ هلالي بذات الطريقة التي تم من خلالها تنفيذ خطأ الوحدة، وهو بالمناسبة صحيح ولا غبار عليه قانونياً(؟!). ** السؤال هنا: ماذا لو أن مجمل تلك الأحداث والملابسات قد حدثت على هامش لقاء يجمع الهلال والنصر.. هل كانت الأمور ستسير على ذات النسق الذي سارت عليه أم أن القيامة كانت ستقوم كالعادة. وأن حالات العويل كانت ستشمل طابور ال(....) بكافة شرائحهم وروائحهم وفضائحهم، وال(.....) بكل لغاتهم وخرطهم وخريطهم(؟!). ** ومن هنا يتضح بأن هؤلاء ينطبق عليهم قول الشاعر (أسد علي وفي الحروب نعامة) وأنهم على استعداد لابتلاع الهزائم المريرة والتعاملات المهينة من أي طرف أو أي جهة كانت.. في مقابل عدم تقبل الهزيمة المشرفة من الشقيق الأكبر الهلال مهما كانت درجة شرعيتها وقانونيتها، وهذا هو سر المشكلة وأساسها.. مهما كانت محاولات هؤلاء الالتفاف والتذرع بأشياء أخرى لا تمت للواقع أو المنطق بصلة.. ساعدهم على ذلك عدم حزم الجهات المسؤولة في إيقاف هذا العبث المتنامي خصوصاً على ضوء اتضاح الأهداف والنوايا الكامنة خلفه(؟!!). ** بالمناسبة: هذا الطرح الإيضاحي بكلما يحويه من حقائق دامغة ومعروفة سلفاً. لا أرمي من ورائه إلى إقناع تلك الأطراف بالتراجع وتغيير مسلكها الذي نمت وترعرعت في أحضانه وكنفه كثافة غير قابلة للتعديل أو التراجع.. لسبب بسيط ومعلوم، وهو أنه في حالة تغيير مسلكها ذاك فإنها بذلك تكون قد فقدت في نظر دهماء أنديتها أهم أسباب ومسوغات وجودها أصلاً على الساحة.. على اعتبار أن ما تقوم به من صراخ وعويل وضجيج مفتعل، ومن اتهامات باطلة طالت الذمم وطالت الأبرياء، وطالت كل من لا يدور في فلكها من العينات والأصناف المعروفة بنزقها وخروجها عن الجادة التي لوثت مسابقاتنا الرياضية الشريفة، وحولتها إلى تناحرات لا تختلف في تأثيراتها عن تلك التي تفرزها المراهنات في بعض البلدان(؟!). ** هذا فضلاً عن أن هذه الممارسات والمماحكات هي ما يبقي على الخيط الرفيع الذي يربط بين هذه الأطراف وبين بؤرة الضوء ولو على الصعيد الإعلامي(؟!). ** فما دام أن الأسباب التي أدت لهذه النتائج معروفة وواضحة، فلماذا لا ندرأ ونلغي المبررات المؤدية للمزيد من الفضائح من أجل إرضاء هذا أو ذاك من الفاشلين اجتماعياً ورياضياً وإعلامياً وحتى دعائياً(؟!). إلى اللي ما يتسمى؟! ** تأكد تماماً يا هذا أن الهلاليين بشكل عام هم أعلم من غيرهم بما وراء (تملقاتك) المكشوفة تجاه الزعيم التي لا تختلف في شيء عن ذات المضامين والأهداف التي تبحث عن تحقيقها من وراء ذات الأدوار التي تمارسها تجاه (الشاري)، ولكن يبقى الفرق بين الحالتين هو في كون حضورك بأي هيئة ومن خلف أي قناع، لن يشكل للهلال والهلاليين أي إضافة تذكر.. كما أن غيابك لن يشكل أي قيمة في حساباتهم. ** لذلك أسمع نصيحة الأخ الأكبر وخلك ماسك في صاحبك (المطنوخ) طنّخ فيه على كيفك، ودع عنك الفهلوة والبهللة واللعب على الحبال، ولاسيما وأنك مكشوف للقاصي والداني(؟!). حكمة تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت، ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت. منحنى أرجو أن نلتقي بعد عيد الأضحى المبارك -بمشيئة الله- وكل عام وأنتم ومن تحبون بألف خير وألف مرة.
|
|
|
| |
|