| |
كل يوم كلمة هل تملكون نبل وشجاعة محمد بن فيصل..؟ عبدالعزيز الهدلق
|
|
منذ الموسم الماضي وهناك من يعتقد أو يتوهم أنه قد قبض على دليل مادي يؤكد من خلاله محاباة الحكام للهلال مستغلاً في ذلك وبأبشع صور الاستغلال التصريح الذي أدلى به سمو الأمير محمد بن فيصل بعد إحدى مباريات الموسم الماضي.. والذي تحدث فيه بكل صدق مع النفس وشفافية مع الآخرين عن واقع التحكيم المؤلم، حيث قال سموه بعد أن أبدى امتعاضه من التحكيم الذي قاد تلك المباراة التي جمعت الهلال بالاتحاد: إنه لا يتحدث عن حالة خاصة أو منفردة بل عن وضع عام، فالتحكيم في غالبيته سيئ على جميع الفرق، فكلها لحق بها أضرار من أخطاء التحكيم كما أنها جنت أيضاً فوائد والهلال من ضمنها، بل ذهب سموه لأبعد من هذا في الصراحة والصدق مع الذات بما يدل على سمو تربيته ونبل أخلاقه عندما قال إنه مستعد لإعلان قائمة بأسماء الحكام الذين استفاد الهلال من أخطائهم. ولكن الانتهازيين ومن في قلوبهم مرض أقاموا الدنيا ولم يقعدوها على ذلك التصريح، وراحوا يزيدون فيه وينقصون ويتلاعبون به ويكيفونه مع رغباتهم وميولهم دون وازع من ضمير أو رادع من أخلاق أو قيّم تنافسية فقالوا: هذا هو رئيس الهلال يعترف بأن فريقه يستفيد من الحكام وأنهم يحابونه، وأن لديه قائمة بالحكام الذين استفاد الهلال منهم.. وأدخلوا في كلماتهم إيحاءات خبيثة وشيطانية توهم القارئ أو المتابع أن هناك رشاوى تدفع وأن الهلال مستفيد من التحكيم باعتراف رئيسه. وعندما سئل سمو الأمير محمد بن فيصل عن تصريحه الذي أدلى به وأنه استغل ببشاعة لإلحاق الضرر بالهلال (الشرق الأوسط 10251) قال سموه: إن مفهوم الرياضة هو الفروسية والشهامة والنبل بينما أولئك يفهمون الرياضة على أنها خبث ومكر ودسائس..!! إنهم يريدونك خبيثاً وكذاباً ومراوغاً حتى تتعايش معهم وتماشيهم. واستدرك سموه قائلاً: ولكن أنا سأبقى ولله الحمد إنسان صادق وواضح كما رباني وعلمني والدي العربي الأصيل سيدي الأمير فيصل بن سعود. فعندما يكون فريقي سيئاً سأقول إنه سيئ. وعندما يخطئ بحقه حكم سأنتقده، وعندما يحدث العكس ويستفيد فريقي فلن أجد حرجاً من الاعتراف بذلك. وكان الأمير محمد بن فيصل في قمة الوعي والذكاء والحرص على المصلحة العليا للرياضة عندما قال: من واجبنا سبغ الوسط الرياضي بالأخلاقيات والمثل وأن نُصرّ على تغيير تلك المفاهيم الخاطئة والبالية مهما كلفنا الثمن، وسنكون في حرب مع هؤلاء، وسيحقق الله الحق وتنتصر النيات الطيبة والخيرة.. وأكد سموه أنه من خلال رئاسته لنادي الهلال فهو يؤدي رسالة نبيلة في خدمة الوطن، فالوسط الرياضي غالبيته من الشباب الذين نحن كرؤساء أندية مؤتمنون على توجهاتهم وأخلاقهم والتي يجب أن تبنى على حب الآخرين واحترامهم والصدق مع الذات والآخرين، لا كراهية الناجحين ومطاردتهم والكذب وخداع النفس.. فنحن أبناء وطن واحد وإخوة ويجب أن تقربنا الرياضة ولا تبعدنا. كان ذلك إجمال ما قاله الأمير محمد بن فيصل وهو للحقيقة والأمانة يطبق ما قاله تطبيقاً عملياً منذ أن وطئت أقدامه الوسط الرياضي قبل موسمين فهكذا عرفناه في أفعاله قبل أقواله. فهل يملك الآخرون مثل أخلاق ونبل سمو الأمير محمد بن فيصل وشجاعته ليقولوا مثلما قال؟.. هل يستطيع أحد منهم أن يعترف بأن فريقه قد استفاد من التحكيم مثلما تضرر؟.. هل يستطيع أحد منهم أن يؤمن قولاً وفعلاً بأن من واجبه إسباغ الوسط الرياضي بالأخلاقيات والمثل والنيات الطيبة والخيرة؟.. هل يستطيع أحد منهم أن يعي بأن عليه واجباً تجاه شباب ورياضيي الوطن وعليه أمانة الحفاظ على توجهاتهم وأخلاقهم التي يجب أن تبنى على حب الآخرين واحترامهم؟.. هل يؤمن أولئك مثل الأمير محمد بن فيصل بأن الرياضة أخلاق وفروسية وشهامة ويجب أن تقربنا لا أن تبعدنا؟. إن كانوا يملكون نفس الأخلاق الرفيعة والشهامة والنبل والشجاعة فسيفعلون حتماً.
|
|
|
| |
|