| |
تعقيباً على الفيصل المعلم كالشمعة يحترق لينير الطريق للآخرين
|
|
سعادة رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد المالك حفظه الله قرأت في صحيفتكم الغراء مقالاً للأخ محمد عبد العزيز الفيصل بتاريخ الأحد 19-11-1427 بعنوان (تعليمنا بين الفشل والإخفاق) وقد تهجم على المعلمين والتعليم بكلام لا يليق بإنسان مثله فهو اتهم التعليم العام بأنه تعليم يائس ومحطم وفاشل وذلك في قوله (إن نظام التعليم العام يزحف زحفاً نحو التقدم والتطور في محاولة يائسة محطمة وهذه المحاولة كان نصيبها الفشل الذريع) وأنا أقول له: لو كان التعليم كما تقول محطماً فاشلاً لما رأيت إنتاجه السنوي من الطلاب المتفوقين والمميزين في علمهم فإذا كان فاشلاً ومحطماً لما أنتج هذا الجيل الرائع المتفوق وقال كذلك (إن الكل يشتكي من طريقة تعامل المعلمين مع الطلاب) فمن قال لك ذلك ومن الذي اشتكى لك من هذا، فإن الحاصل هو العكس فالمعلم هو الذي يشتكي من الطلاب والدليل ما يتعرض له المعلم بشكل شبه يومي للاستهزاء من قبل الطلاب وكذلك التربص به عند خروجه من المدرسة والاعتداء عليه وأزيدك من الشعر بيتاً أصبح يُعتدى على المعلم داخل المدرسة والإدارة في المدرسة وفي إدارة التعليم يتفرجون وعند التقدم بشكوى للإدارة المدرس هو الذي يعاقب والطالب يخرج منها مثل الشعرة من العجين فأين التعامل السيئ الذي تقول عنه من المعلم تجاه الطالب إذا كان الحاصل هو العكس أم أنك فقط ترمي التهم جزافاً؟ كما أنك اتهمت المعلمين بأنهم (همجيون في تعاملهم مع الطلاب وأن أساليبهم خاطئة وغارقة في بحر الفوضوية) أَتسمي تدريس المعلمين للطلاب وأداءهم لمهنة الرسل عليهم السلام همجية وفوضوية؟ أسألك سؤالاً وأتمنى أن أجد منك الإجابة وبأمانة: مَنْ الذي علمك النظام في حياتك وكانت من قبل حياة فوضوية غير المعلم؟ فأنت دخلت الصف الأول الابتدائي وأنت لاتحسن الكتابة والقراءة بل ولا حتى الوقوف في الطابور المدرسي ولا الجلوس على كرسي الصف! مَنْ الذي علَّمك كل هذا غير المعلم؟ كما أنك اتهمتهم بأنهم (لايخرجون إلا أجيالاً يحملون الكره والحقد) أسالك مَنْ الذي قال لك هذا الكلام؟ ما أظنه قاله إلا إنسان حاقد يحمل في قلبه الكره والضغينة للمعلمين والتعليم وإذا كان كذلك وأتمنى أن يقوم بنفسه بزيارة لإحدى المدارس ليرى ما يعانيه المعلم من مشقة في سبيل تعليم الطلاب ما ينفعهم وما يقدمه من أساليب تربوية في سبيل تحبيب الطالب في المادة الدراسية وفي معلمها ومع ذلك لا يجد سوى الاستهزاء والاحتقار وعدم المبالاة من قبل طلاب لا يدركون مصلحتهم ولا ما يفعله المعلم من جهد مضنٍ في سبيل تعليمهم والارتفاع بهم لمستوى علمي وخلقي رفيع؛ أتمنى أن تكون رسالتي قد وصلت لك ولكل مَنْ يتهجم على المعلمين ويصفهم بأوصاف نابية لا تليق بإنسان يحمل رسالة الرسل ويحترق ليضيئ الطريق للآخرين والله من وراء القصد.
مسفر علي آل شيبان - خميس مشيط
|
|
|
| |
|