| |
لدى افتتاحه ندوة الحج الكبرى (التيسير في الحج في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها) د. الفارسي: حكومة خادم الحرمين جندت كل الطاقات البشرية من أجل تحقيق أقصى سبل السلامة لضيوف الرحمن
|
|
* مكة المكرمة - بعثة (الجزيرة) - عبيد الله الحازمي - عمار الجبيري: افتتح معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي يوم أمس ندوة الحج الكبرى التي تنظمها وزارة الحج تحت عنوان (التيسير في الحج في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها) وذلك في قاعة التضامن الإسلامي بمكة المكرمة. وفور وصول معاليه قام بافتتاح المعرض المصاحب للندوة الذي اشتمل على العديد من المجسمات والصور الفوتوغرافية التي تحكي رحلة الحج قديماً وحديثاً، وكذلك المشروعات والإنجازات الضخمة التي نفذتها المملكة لخدمة حجاج بيت الله الحرام علاوة على بعض الآليات والمعدات والوسائل التي تستخدمها القطاعات ذات العلاقة بشؤون الحج لتيسير وتسهيل أداء الركن الخامس من أركان الإسلام. بعد ذلك بدأ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بآي من الذكر الحكيم ثم ألقيت كلمة المشاركين ألقاها نيابة عنهم مدير مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي بالأردن الدكتور إبراهيم أحمد شبوح نوه فيها بجهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - وبما أتاحته ووفرته من خدمات لراحة حجاج بيت الله الحرام وما سخرته من إمكانات وما جندته من طاقات آلية وبشرية لتمكينهم من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام بكل يسر وسهولة. وبيّن الدكتور شبوح أن هذه الندوة المقترنة بمراسم الحج تعدّ وجهاً من وجوه الجد الذي درجت عليه وزارة الحج لطرح الموضوعات التي تفيد في تطوير الخطط والوسائل التي تسهم في تيسير أداء فريضة الحج، مشيراً إلى أن موضوع هذه الندوة في هذا العام يعنى بالجانبين الفقهي والفكري فيما يتصل بالحج، وذلك بمساهمة نخبة من علماء العالم الإسلامي ومن خلال ما يطرحونه من أبحاث وأوراق عمل تتعلق بموضوع الندوة التي تهتم بقضايا المسلمين كما أن هذه الندوة تبين أن التيسير في الحج نوعان الأول تيسير شرعي يقوم على قاعدة الرخصة وعدم التكليف بما لا يطاق ورفع الحرج والاستطاعة. أما الثاني فهو تيسير أولي الأمر لوسائل الحج من تحقيق الأمن وتأمين المسالك وتوفير كل الخدمات التي يحتاج إليها الحاج من مأكل ومشرب ومأوى. وتطرق إلى رحلة الحج في الماضي والحاضر والنقلة النوعية التي حققتها المملكة لخدمة الحج والحجاج باستخدام وسائل العصر وتقدم تقنياته وفق القواعد الشرعية. وفي ختام كلمته عبر عن شكره لوزارة الحج على تنظيمها هذه الندوة وعلى ما تقدمه من خدمات جليلة ورعاية لحجاج بيت الله الحرام وما تهيئه من وسائل الراحة والتيسير لأداء فريضة الحج. عقب ذلك ألقى أمين عام الندوة الدكتور هشام بن عبدالله العباس كلمة أوضح فيها أن هذا اللقاء يتجدد في كل عام ليكون ملتقى فكرياً وميداناً من ميادين تبادل الرأي وطرح وجهات النظر بين علماء الأمة ومفكريها للوصول إلى التصورات الحميدة والأفكار البناءة التي تؤسس للعمل الإسلامي المشترك وترسم الطريق الأسلم لمواجهة الكثير من القضايا التي تركز عليها هذه الندوة. وبين أن اختيار هذا الموضوع ليكون محوراً لندوة هذا العام ومحطة للنقاش وتداول الرأي فرضته وتفرضه الحاجة الماسة التي برزت خلال حج الأعوام السابقة، وأن هذا الاختيار يأتي انطلاقاً من مقاصد الشريعة الإسلامية لأداء فريضة الحج وانسجاماً مع الدعوات الملحة للتيسير على حجاج بيت الله الحرام وإعمالاً لما ينص عليه التوجيه الكريم الصادر عن حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - باتخاذ كل الخطوات وتسخير جميع الإمكانيات للمحافظة على أرواح حجاج بيت الله الحرام وتحقيق الأمن والأمان في رحلتهم المقدسة. وأكد أن التيسير في الحج في ضوء نصوص الشريعة الإسلامية السمحة ومقاصدها هو فضيلة ورحمة من رب العباد لحجاج بيته الحرام وهذه الرحمة يجب الاهتمام بها وإبرازها ووضعها في موضع التطبيق في هذه الرحلة المقدسة، مشيراً إلى أن التيسير يعد ركيزة من الركائز الأساسية التي يجب البناء عليها والاستفادة من أبعادها وجوانبها الخيرة التي نصّ عليها القرآن الكريم والهدي النبوي الشريف، كما أن التيسير بصفة عامة هو إحدى المزايا التي يتسم بها الدين الإسلامي الحنيف في كل نواحي الحياة وتكاليفها الدينية والدنيوية. وأفاد الدكتور العباس بأن هناك الكثير من الأهداف التي تسعى الندوة إلى إبرازها، منها تناول المستجدات التي توجب الأخذ بمقاصد التيسير في جميع أمور المسلمين عموماً وفي الحج خصوصاً، وتأصيل فضيلة التيسير في حياة المسلم وعبادته ونواحي حياته المختلفة وإبراز مظاهر التيسير في الحج من خلال نصوص الشريعة السمحة والهدي النبوي الكريم وتناول بعض أحكام التيسير في الحج الخاصة ببعض الفئات وتوضيح دور المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً في تحقيق الأمن والسلامة لحجاج بيت الله الحرام واستنهاض الحكومات والمنظمات الإسلامية والتأكيد على دورها في التفاعل مع خطوات المملكة بتوعية الحجاج وفتح آفاق جديدة لكل ما من شأنه تسهيل رحلتهم وتحقيق أقصى درجات الأمن والأمان لهم أثناء رحلتهم المقدسة. إثر ذلك ألقى معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي كلمة رحب فيها بضيوف الرحمن المشاركين في هذه الندوة التي تنظمها وزارة الحج سنوياً لتكون ملتقى لعلماء ولمفكري الأمة الإسلامية، لافتاً إلى أنهم يجتمعون اليوم ليشكلوا منظومة معززة بالعلم والمعرفة والرأي السديد للاستفادة من الاستنارة بفكرهم وعلمهم ورؤاهم في الكثير من القضايا والمواضيع التي تعالج أوضاعاً وأموراً تهم المسلمين وتزيد من لحمتهم وتعاونهم. وقال معاليه: لقد درجت وزارة الحج في إطار هذه الندوة المباركة على أن تضع أمامكم كعلماء ومفكرين وأصحاب رأي جانباً من الهموم والقضايا التي تحتاج إلى تعاونكم واجتهادكم وعلمكم حتى نصل إلى أفضل الآراء والحلول، وإذا كانت ندوة العام الماضي قد ناقشت موضوع القيم السلوكية في الحج ووصلنا بجهودكم وجهود أمثالكم من العلماء والمفكرين إلى العديد من التأطير والتأصيل لكثير من القيم والآراء والأفكار التي تتناول هذا الجانب المهم فإننا اليوم نلتقي لنضع أمامكم محوراً جديداً ذا صلة وثيقة بالموضوع السابق وهو التيسير في الحج. وأكد أن اختيار هذا الموضوع ليكون محوراً رئيسياً لندوة الحج هذا العام يأتي انبثاقاً من مقاصد الشريعة الإسلامية لأداء شعيرة الحج ومتزامناً مع الدعوات المطروحة للمزيد من التيسير لمصلحة حجاج بيت الله الحرام في إطار الرخص المشروعة وإعمالاً للتوجيه الكريم من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - في المحافظة على أرواح الحجاج وتحقيق الأمن والأمان في رحلتهم المقدسة وانتهاج السبل والوسائل ليؤدوا نسكهم بكل يسر وسهولة وفق مراد الله - سبحانه وتعالى - وبعيداً عن أي سلبيات محتملة. وأكد أن هذا يأتي ليعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن للحيلولة دون حدوث بعض هذه الإشكاليات التي رافقت هذه الرحلة خلال السنوات الماضية. وقال معاليه إن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز قد وضعت جميع إمكانياتها لتحقيق هذه الإنجازات المعمارية والهندسية في كل أنحاء المشاعر المقدسة، كما بذلت الغالي والنفيس وجندت جميع الطاقات البشرية من أجل تحقيق أقصى سبل السلامة لحجاج بيت الله الحرام عبر هذه السلسلة التي لا تنتهي من المشاريع والإنجازات، مشيراً إلى أن جانب التيسير في الحج هو من الجوانب المهمة التي تحقق استفادة كبيرة من هذه الإنجازات، ويعد انسجاماً كبيراً معها لتحقيق الهدف الأسمى ألا وهو أمن وراحة حجاج بيت الله الحرام؛ لينعموا بأداء نسكهم وليعودوا إلى ديارهم غانمين بحج مبرور. عقب ذلك قام معاليه بافتتاح المعرض المصاحب للندوة الذي اشتمل على العديد من المجسمات والصور الفوتوغرافية التي تحكي رحلة الحج قديماً وحديثاً وكذلك المشروعات والإنجازات الضخمة التي نفذتها المملكة لخدمة حجاج بيت الله الحرام، علاوة على بعض الآليات والمعدات والوسائل التي تستخدمها القطاعات ذات العلاقة بشؤون الحج لتيسير وتسهيل أداء الركن الخامس من أركان الإسلام. عقب ذلك عقدت الجلسة العلمية الأولى التي كان محورها قواعد التيسير ومقاصده، وتحدث فيها مدير مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي بالأردن الدكتور إبراهيم أحمد شبوح حيث قدم بحثاً عن قاعدة التيسير في الشريعة الإسلامية عامة وفي العبادات خاصة، كما تحدث فيها مدير قسم الشريعة ورئيس وحدة فقهاء تونس الدكتور نور الدين بن مختار الخادمي والدكتور هاني أحمد عبدالشكور من قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز عن التأصيل لمقصد التيسير ورفع الحرج في باب الحج.. دراسة أصولية مقاصدية، فيما تناولت الجلسة العلمية الثانية موضوع التيسير في الحج ودواعيه، وتحدث فيها كل من رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في نيوزيلندا محمد إقبال خان والدكتور محمد وقيع الله أحمد من السودان والدكتور أحمد يوسف زمزمي من جامعة أم القرى حيث تحدثوا عن دواعي التيسير في الحج وزيادة عدد الحجاج وتنوع الحجاج واختلاف عاداتهم كما تحدثوا عن رمي الجمرات. وتناولت الجلسة العلمية الثالثة منهج السيرة وضوابطه وتحدث فيها سكرتير مجلس الشريعة الإسلامية رئيس جمعية القرآن الكريم في بريطانيا الدكتور صهيب حسن عبدالغفار ونائب عميد كلية الشريعة من جامعة مؤتة بالأردن الدكتور هاني سليمان الطعيمات ورئيس قسم الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور مسفر بن علي القحطاني وأستاذ أصول الدين بجامعة الزيتونة الدكتور محمد البشير وأستاذ العقيدة وتاريخ الأديان بجامعة القروين بالمغرب الشيخ إسماعيل الخطيب حيث تناولوا منهج التيسير ومظاهره ومنهج التيسير في الإفتاء.. ضابطه والإفراط في نزعة التيسير ومخاطره ومعالم وضوابط التيسير في الإفتاء. وستواصل الندوة أعمالها يوم غد.
|
|
|
| |
|