| |
مخاوف إسرائيلية من التقارب بين حماس وإيران
|
|
* إعداد - مدحت الغرباوي: تسود الدوائر الأمنية في إسرائيل حالة من القلق الشديد بسبب العلاقات الآخذة في التنامي بين إيران وحماس، وذلك على خلفية زيارة رئيس حكومة السلطة الفلسطينية، إسماعيل هنية لطهران، ويقدر الشاباك الإسرائيلي أن إيران تريد عقد حلف إستراتيجي مع حماس، وذلك لكي يحتفظوا بحق (الكلمة الأخيرة) بشأن خطوات حماس مع إسرائيل - كما حدث في علاقاتهم مع حزب الله. ويفسر المسؤولون في إسرائيل التقارب بين حماس وإيران بأنه عائد إلى رضا المنظمة عن نجاحها في تعويض بعض أضرار القطيعة الدولية لحكومة حماس التي بدأت بعد فوز حماس في انتخابات السلطة في يناير الماضي، وقد تم التعبير عن هذا التقارب بتصريح هنية في الأسبوع الماضي عندما قال: إن إيران هي (العمق الإستراتيجي للفلسطينيين)، وأن منظمته لن تعترف بإسرائيل أبدا. وهذا الموقف لقيادة حماس يعارض توجه فتح ورئيس السلطة، محمود عباس اللذين يريان الدول العربية المعتدلة كمصر والسعودية الحلفاء الطبيعيين للفلسطينيين. ويرى المسؤولون في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) أن هذا التقارب تجلى في التزام إيران بتحويل 205 مليون دولار إلى السلطة، وتعتقد مصادر أمنية في إسرائيل أن الإيرانيين يتوقعون في المقابل زيادة تأثيرهم في الساحة الفلسطينية واستجابة حماس لتوجيهاتهم. الانطباع المتولد عند الجهات الأمنية الإسرائيلية هو أن حماس تستمد الثقة من أحداث الأسابيع الأخيرة وموافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار في القطاع. ورغم أن وقف إطلاق النار لم يتعرض لانتهاك فظ حتى الآن، إلا أن وزير الدفاع عامير بيرتس أمر الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لعملية برية كبيرة محتملة في القطاع، ولا يستبعدون في جهاز الأمن الإسرائيلي سيناريو تقوم إيران خلاله بالضغط على حماس لاستئناف الإرهاب. وتقول مصادر عسكرية إسرائيلية: إن حماس تسجل في سجلها نجاحا في فرض وقف إطلاق النار في القطاع، وتفي بوعدها أكثر مما فعلت فتح في ظروف مشابهة، وبالنسبة للالتزامات المالية ذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن حماس وُعدت بمساعدة كبيرة أيضا من دول عربية، منها قطر والسعودية والكويت. وخلصت المصادر إلى أن الحكومة الفلسطينية تحافظ على الاستقرار رغم أن حماس لم تلتزم بالشروط التي أملتها عليها الرباعية. وفي المجال العسكري، تقول المصادر: إن حماس تواصل عملية التسلح الحثيث الذي لم يتأثر كلية بوقف إطلاق النار، حيث تم تسجيل نجاح في زيادة مدى صواريخ القسام إلى 10-12كم، وتحسين نوعية المواد المتفجرة المحمولة فيها، وربطت هذه المصادر كل ذلك بالتشدد الملموس لموقف مشعل في مسألة إعادة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. ومن ناحية أخرى ذكر معهد (رئيوت) الإسرائيلي للأبحاث: إن قرار حماس الإستراتيجي بالانضمام إلى المعسكر الإيراني له عدة نتائج إستراتيجية غير مباشرة على إسرائيل أهمها: 1- تقوية شبكة المقاومة: فمن خلال النشاطات الإرهابية في لبنان ومناطق السلطة الفلسطينية، نجحت شبكة المقاومة في منع إسرائيل من تحقيق أي إنجاز عسكري أو سياسي، وعليه أصبح الإرهاب يشكل خطرا على وجود إسرائيل، وبالتالي فإن عمق العلاقة بين حماس وإيران، الممول لشبكة المقاومة، سيكون له تأثير إستراتيجي مهم جدا على إسرائيل. 2- عرقلة تشكيل حكومة وحدة وطنية: ولاء حماس المباشر لشبكة المقاومة يقوّض كل المحاولات الرامية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس المطالب الثلاثة التي تقدمت بها إسرائيل والمجتمع الدولي. وبالتالي فإن حماس لديها سياسات مختلفة كلية عن اتجاهات (أبو مازن) ومنظمة التحرير، خاصة فيما يتعلق بالاعتراف بإسرائيل والقبول بالاتفاقات الموقعة سابقا ووقف إطلاق النار. 3- عمق إستراتيجي للإرهاب الفلسطيني: تعتبر كلمة هنية بأن (إيران تمثل عمقا إستراتيجيا للفلسطينيين)، إشارة إلى أن حماس تتطلع إلى إقامة حلف مع إيران على غرار الحلف الذي أقامته إيران مع حزب الله. هذا (العمق الإستراتيجي) سيسمح بتدفق أموال كثيرة ومعدات وأسلحة الأمر الذي سيؤدي إلى انعدام التوازن العسكري داخل الأراضي الفلسطينية، وبالتالي سيصبح من المستحيل القضاء على الإرهاب. 4- المحور المعتدل: ترفض حماس بشكل قاطع الولايات المتحدة كوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين. ولكن تعزيز العلاقات بين حماس وإيران سيقوض أي تأثير لمصر والأردن والسعودية الذين يعملون حتى الآن كوسطاء بين حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى. أضف إلى ذلك التأثير على إمكانية التعاون بين إسرائيل والبلدان العربية المعتدلة. 5- الاقتصاد الفلسطيني: إن تضاعف الدعم الإيراني الاقتصادي لحماس سوف يعطي الفلسطينيين الدعم الاقتصادي القوي الذي يحتاجونه للاستمرار، بدون الحاجة إلى التمويل الأوروبي أو الأمريكي.
|
|
|
| |
|