| |
ضجر السلطان
|
|
قصة لدرويش نصر فوق جزيرة نائية، كانت تعيش مدينة صغيرة يحكمها سلطان صغير وكان السلطان الصغير متكبرا يرفض اللعب مع أبناء الجزيرة، فعاش وحيداً بعيداً عن الناس، وأصابه ضجر كبير. ولكي يتخلص من ضجره لجأ إلى النوم طيلة النهار والليل. سئم السلطان الصغير البقاء في فراشه، وهرب النعاس من جفونه، فخرج لزيارة الجزيرة. وكان الناس البسطاء يتوقفون عن العمل عند مروره ويتدافعون لتحيته. ولكنه كان يتابع سيره لأنه لا يليق بالسلطان التوقف للتحدث والبقاء مع الناس.. وسرعان ما عاد الضجر إلى قلبه فقرر العودة إلى قصره. غضب سكان الجزيرة لأن سلطانهم لا يهتم بهم ولا يحب أن يعيش معهم وشكوا أمرهم إلى كبير الوزراء. نقل الوزير شكوى الشعب إلى السلطان الصغير: انني أضجر كثيراً، وليس باستطاعتي الاهتمام بمشاكل شعبي ما لم أجد تسلية أروح بها عن نفسي. فكر الوزير طويلا ليجد لعبة تسلي السلطان الصغير، وتنقذه من ضجره وتعيده إلى الاهتمام بشعبه. وفي صباح اليوم التالي حمل الوزير لوحة من الفلين عليها دوائر عديدة ملونة، وحزمة من الأسهم الصغيرة، وذهب إلى السلطان فشرح له طريقة استعمال اللعبة ورمي الأسهم من أجل إصابة قلب الدائرة الصغيرة. فرح السلطان بالهدية وعلق لوحة الفلين على جدران غرفته، وابتعد عنها عدة خطوات وبدأ يتمرن على رماية الأسهم من أجل إصابة الدائرة الصغيرة لكن بعض الأسهم كانت تضل طريقها فترتطم بالحائط وتقع على الأرض، ولم يكن يليق بالسلطان الصغير إحناء جبهته ليلتقط الاسهم عن الأرض، فأمر بتكليف خادم لجمع الأسهم التي تقع على الأرض. استمر السلطان الصغير باللعب فرحاً، وكان الخادم يجمع الأسهم التي تقع على الأرض، فيرميها السلطان من جديد باتجاه اللوحة. بعد مضي ساعة من التمرين، تعب السلطان الصغير عن التقدم إلى اللوحة لانتزاع الأسهم العالقة بها، ومن ثم الابتعاد عنها لرميها إليها ثانية.. فأمر بتكليف خادم آخر ليقوم بانتزاع الاسهم بدلاً منه. مرت أيام عديدة دون أن يتمكن السلطان الصغير من إصابة قلب الدائرة الصغيرة، فغضب من ذلك وراح يرمي الاسهم بعنف ودون تركيز، وكانت الأسهم تضل طريقها ولا تصيب الهدف.. وبعد أن نفد صبره، أمر بجلب أمهر الرماة في جزيرته وكلفه برماية الأسهم بدلاً منه، من أجل إصابة الدائرة الصغيرة. وكان الرامي يتقن مهنته ولا يخطئ سهماً واحداً. جلس السلطان الصغير يتفرج على اللعبة المسلية: الرامي يقذف بالأسهم، والخادم الأول يجمع الأسهم التي تقع على الأرض، والخادم الثاني يجمع تلك التي تعلق باللوحة. استمر اللعب بدون توقف.. واستمر السلطان الصغير جالساً في مكانه يتفرج على اللعبة.. حتى رجع الضجر إلى قلبه، وأثقل النعاس عينيه فعاد إلى النوم من جديد!
|
|
|
| |
|