| |
في مشهد مؤثر.. كسر التهليل والتكبير صمت الحضور العطوي يتنازل عن قاتل ابنه في ساحة القصاص بتبوك
|
|
* تبوك - عبدالرحمن العطوي: ساد الهدوء ساحة القصاص أمام جامع الملك عبدالعزيز بتبوك ظهر أمس الخميس عندما انزل القاتل محمد صالح العطوي إلى ساحة القصاص واخفض رأسه للسياف وعند الانتهاء من تلاوة بيان وزارة الداخلية شق جموع الحشد صوت والد القتيل المدعو (حماد علي العطوي) ليعلن تنازله عن قاتل ابنه المدعو محمد صالح العطوي 22 عاماً الذي قتل ابنه الشاب سالم حماد علي العطوي 23 عاماً وان هذا التنازل لوجه الله تعالى ليتم التهليل والتكبير من قِبل الحضور لهذا الرجل الذي اعتق هذا القاتل لوجه الله تعالى دون مقابل على الرغم مما عُرض عليه من أموال كبيرة طوال الثلاث سنوات التي قضاها القاتل في السجن بعد ارتكابه قتل ابنه حيث بذلت محاولات كبيرة من أهل الخير لعدوله عن طلب القصاص ليعلن في أول أيام ذي الحجة تنازله عن القصاص ابتغاءً لوجه الله تعالى واحتسابه أجر اعتاق رقبة دون مقابل. القاتل لم يصدق خبر التنازل ورجال الأمن يعيدونه إلى سيارة السجن التي احضر بها بعد أن كان يتوقع أن يتم حمل جثمانه في سيارة الإسعاف وقد هنأ مدير شرطة منطقة تبوك اللواء ناصر بن سعود العرفج ومساعد مدير سجون منطقة تبوك العقيد علي مسلم العطوي ومدير شرطة تبوك العقيد عتقة الجهني والمتحدث الرسمي بشرطة منطقة تبوك العقيد صالح حامد الحربي والمقدم متعب رشيد الشمري وضباط الأمن والحضور والد القاتل على هذا التنازل في هذا اليوم المبارك. وقد قام والد القتيل الذي تنازل عن هذا القصاص يرافقه مدير شرطة تبوك العقيد عتقة الجهني والعقيد صالح الحربي والعقيد علي مسلم العطوي مساعد مدير سجون منطقة تبوك بمرافقة المتنازل عن الحق الخاص حماد بن علي العطوي لمنزل فضيلة رئيس محاكم منطقة تبوك الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد الذي قدم شكره وتقديره لوالد المقتول على هذا التنازل الذي ابتغاه لوجه الله تعالى متحدثاً عن أجر هذا التنازل وتحدث الشيخ الحميد عن سماحة الدين الإسلامي وترغيبه في العفو واستند بذلك إلى آيات من القرآن الكريم وتحدث كذلك عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال (من قتل له قتيل فهو بخير النظرين) وأكد الشيخ الحميد أن ما قام به المتنازل هو من الشجاعة وتحدث في أثناء التنازل عن عدة أمور كما تحدث عن الشباب والمشاجرات وحثهم على البعد عن المشاجرات وما ينجم عنه من مآسٍ وقام فضيلته بالمصادقة على هذا التنازل. وقد تحدث حماد علي العطوي والد القتيل للجزيرة حيث قال الحمد والشكر للمولى عز وجل وان ابتغى وجه ومرضاة الله في هذا التنازل وأكد أن القضية حدثت قبل ثلاث سنوات حيث أطلق القاتل النار على ابنه إثر مشاجرة مما أوقعه قتيلاً وانه ابلغ بموعد تنفيذ القصاص وعندما شاهد القاتل وهو يجر إلى ساحة العدل لتنفيذ شرع الله قمت بالتنازل عنه لوجه الله تعالى. من جانبه قال المتنازل عنه في ساحة القصاص محمد صالح العطوي بعد العفو عنه انني ولدت من جديد ولا أعرف كيف أشكر هذا الإنسان الشهم الكريم النبيل الذي بفضل من الله ثم بعفوه وكرمه كُتب لي عمر جديد فأنا ولدت من جديد في هذه الدنيا بعد التنازل فأنا كل يوم أرى الموت أمام عيني وأحاسب نفسي على لحظة طيش وجهل وتسرع لازهق روح إنسان لا يعلم الانسان كيف حال الندم الذي يعيش فيه وهو في السجن وان مصيره الموت وسيحاسب على ازهاقه روح إنسان بسبب الجهل والطيش.
|
|
|
| |
|