| |
مأذون عقود الأنكحة الشيخ الموينع يروي بعض المواقف ل«مجتمع الجزيرة »: امرأة طلبت أن تكون (العصمة) بيدها..!!
|
|
* كتب - عبدالله الكثيري: سعد بن محمد الموينع مأذون عقود الأنكحة في مدينة الرياض له تجربة طيبة في مجال الحياة الزوجية والاطلاع على بعض الأمور الزوجية، وله عدد من المؤلفات ركز في بعضها على الحياة الزوجية وأسرارها، وكذلك له بعض الكتابات الصحافية عن هذه الجوانب.. استضفناه في (الجزيرة) فكان هذا الحوار . لا ميراث بين الزوجين! * نود أن تحدثنا عن بعض المواقف التي تمرّ بكم أثناء عقود الأنكحة؟ - من أبرز المواقف التي مرت بي أن إحدى النساء طلبت مني أن أكتب لها ضمن الشروط أن تكون هي التي لها صلاحية الطلاق، وحيث إنها تُطلق الزوج متى أرادت دون الرجوع إلى رأي الزوج فلم أجبها، وأخبرتها بأن ذلك لا ينبغي، واقتنعت وتم عقد قرانها وتم الزواج. وكذلك الرجل الذي اتفق مع زوجته على أن يكتبا شرطاً في العقد وهو ألا يرث أحدهما صاحبه بعد الوفاة؛ فرفضت ذلك الشرط المخالف للشريعة الإسلامية والتعاليم الربانية. ومنها كذلك حدوث مشادة كلامية بين والد الزوج ووالد الزوجة حتى أوشك الأمر على التشابك بالأيدي؛ فتدخلت وقمت بتبيين الأمر الشرعي وحاولت تقريب وجهات النظر فهدأت الأمور وتم العقد ولله الحمد. * ما أبرز المشكلات التي يواجهها المأذون قبل عقد النكاح؟ - أبرز المشكلات عدم حضور الولي الشرعي في مجلس العقد لوجود خصومات عائلية قديمة، وفي هذه الحالة يُفهم المعنيون بالأمر استحالة إجراء العقد إلا بحضور الولي الشرعي أو وكيله، وفي بعض الحالات يتم الاتصال بالولي الشرعي ويكون هناك تجاوب بعد تذكير الولي الشرعي بالله. * موقف حرج مرّ بك؟ - أذكر أنني خطبت لرجل امرأة، وبعد أن مضى أكثر من عام على الزواج حضر إليّ الرجل وظننت أن حضوره للسلام، لكنني فوجئت بقوله: (يا شيخ المرأة ما حملت.. أوجد لي حلاً؛ أخاف أن تكون عقيماً.. أنت خطبتها لي)، فقلت له: لست طبيبة نساء وولادة حتى أعلم عن حالها أو أستطيع علاجها. وهناك موقف محرج آخر وهو طلاق رجل لزوجته بعد إجراء العقد بساعة واحدة، وذلك بعد علم زوجته الأولى بنبأ عقد قرانه. طمع الأب * تُعد العنوسة من الظواهر المقلقة جداً.. ما أسباب هذه الظاهرة؟ وما الحلول المناسبة؟ - يكثر في البيوت وجود فتيات تجاوزن الثلاثين من العمر وبعضهن وصل إلى مشارف الأربعين ومنهن من تجاوزن هذه السن ولم يتزوجن، ولا شك أن هذا الأمر خطير على المجتمع بشكل عام، وتوجد أسباب عديدة لتفشي هذه الظاهرة، ومن أبرزها عدم تفهم المجتمع أهمية الزواج المبكر للفتاة، ويتحجج الكثير من الأولياء بحجة إكمال البنت الدراسة متى ما تقدم لها خاطب؛ فتمر الأيام وتتوالى السنوات فتكبر البنت في السن؛ مما يجعل الخطاب لا يرغبون في الزواج منها. ومن الأسباب المؤدية إلى العنوسة طمع بعض الآباء في راتب ابنته إذا كانت موظفة فلا يزوجها لمن يتقدم لها من الأكفاء لخوفه من انقطاع الراتب عنه، وهذا أمر ملموس وملاحظ. ومن أسباب تأخر الفتيات في الزواج التشدد في مواصفات الشاب المتقدم حيث نجد بعض الأولياء عندما يتقدم له الشاب يسأل ويقول: أين تعمل؟ كم راتبك؟ فإذا كان راتبه ضعيفاً رده ولا ينظر إلى قضية ما يمتلكه هذا الشاب من أخلاق وأدب وقيم، ولا شك أن هذا خلاف توجيه النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه). ومن الأسباب أيضاً غلاء المهور والمبالغة فيها، ولا شك أن هذا الأمر من أهم الأسباب التي تؤدي إلى اضطرار الشباب إلى تأخير الزواج. أما أهم الحلول للقضاء على هذه الظاهرة فهي توعية المجتمع عبر وسائل الإعلام المتعددة بأهمية تيسير الزواج وتسهيله وعدم المبالغة في المهور ومتطلبات الزواج وعدم الإسراف في ذلك وترك التقليد للمبذرين، وكذلك على العلماء والدعاة دور في توعية المجتمع. * ازدادت نسبة الطلاق في الآونة الأخيرة بشكل لافت للانتباه.. في رأيك ما هي أبرز الأسباب، وما الوسائل التي تحدّ من انتشاره؟ - لهذا الانتشار أسباب عديدة، منها عدم المصداقية في تبيين حقيقة مواصفات الزوجين وعدم الموافقة على الرؤية الشرعية التي أباحها الإسلام، وكذلك عدم تفهم الشاب والفتاة للحياة الزوجية لجهلهما بالواجبات الزوجية وإهمال التوجيه الشرعي الذي فيه بيان بأهمية الحفاظ على هذا الميثاق العظيم، ومنها تدخل أقارب الزوجين في خصوصياتهما. لا يراعي المشاعر ومن الأسباب أن بعض الرجال من الذين أنعم الله عليهم بالمال يريد أن يتزوج ويمتع نفسه فترة من الزمن ثم يطلق هذه الزوجة ولا يراعي مشاعرها ومشاعر أهلها ثم يتزوج الثانية والثالثة وهكذا، ومن أسباب تفشي هذه الظاهرة عدم التمسك بتوجيهات القرآن الكريم وتوجيه النبي - صلى الله عليه وسلم - في قضية غض البصر، فكم فتن من زوج وزوجة بما يُعرض في بعض الفضائيات من صور. أما من ناحية الحلول فتبذل وزارة العدل ممثلة في فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ وزير العدل جهوداً حثيثة للحد من انتشار الطلاق؛ وذلك بإيجاد مكاتب للإصلاح بين الأزواج في المحاكم الشرعية، وقد نفع الله بهذه الجهود المباركة، ونتمنى من أجهزة الإعلام تسليط الضوء على الدور الذي تقوم به مكاتب الإصلاح في المحاكم الشرعية. وللعلماء كذلك دور في توعية الناس بضرر الطلاق وتنبيههم إلى خطورة الاستعجال فيه. شهر عسل واحد * ما أسباب السعادة الزوجية في نظرك؟ - في كثير من الحالات تبدأ الحياة الزوجية في شهرها الأول بالسعادة والسرور، ويتبادل الزوجان الاحترام والتقدير؛ فنرى الزوج في أفضل حالة من الارتياح النفسي، ونجده يسعى جاهداً لتقديم ما يستطيعه لإسعاد شريكة حياته. وكذلك الرجل ربما يجد من زوجته ما يسره فتتحسن صحته، وبعد انقضاء هذا الشهر تبدأ معركة خفيفة بين الزوجين، وسرعان ما تختفي بعض بوادر التقدير والاحترام والأسلوب الحسن والمعاملة الطيبة؛ فترى الرجل يتذكر بعض التصرفات والتسميات التي كان والده يسميها لأمه، ويبدأ يتصرف تصرفات والده (من شابه أباه فما ظلم)، ويسمي زوجته ببعض تلك التسميات، وكذلك الزوجة تتذكر بعض التصرفات التي كانت تتصرف بها أمها مع والدها وتبدأ تجربها مع زوجها، وتبدأ معالم الانحدار في العلاقة الزوجية؛ ولذا فإن على الزوجين أن يحافظا على أن يحترم بعضهما بعضاً. * نودّ أن تحدثنا عن بوادر توتر العلاقة بين الزوجين. - لعل مما يمكن ذكره بعض الحالات التي انعدمت فيها الدبلوماسية، ومنها ما يلي: رجل وزن زوجته 128 كيلو جراماً، وتسأله زوجته قائلة: هل أنا رشيقة يا زوجي؟ فيقول لها: (ما خليت الرشاقة إلا لك يا حبيبتي)، فتقول له مستحسنة ما قال: (إننا توافقنا في الآراء). ورجل آخر لديه زوجة وزنها 133 كيلو جراماً، وكان دائماً ما يتحدث ببعض الكلمات الجارحة لزوجته يقول لها: (لو اشتركت في بطولة العالم للجمباز لأخذت المركز الأول)، وكان هذا الكلام الذي يقوله سراً بينه وبين زوجته أحياناً وعلانية أمام بعض الأقارب. ومن الأمثلة في هذا الباب رجل آخر تسأله زوجته: هل تحبني يا زوجي العزيز؟ فيقول لها: أعطني فرصة أفكر عدة أيام ثم أرد عليك! ما ضره لو قال: أحبك يا زوجتي؟ وعكس ذلك رجل آخر يرى زوجته قد لبست فستاناً جديداً فيتأمل فيها وفي الفستان برهة من الزمن ثم يقول: الله ما هذه الحلاوة والله إنك أنت من جمّلت الفستان؛ فتبتهج الزوجة بما قال وتُسر برأيه كثيراً، وربما كانت تعرف أن رأيه فيها مخالف للحقيقة، ولكنها قدرت مشاعر زوجها تجاهها. الزوج الشاعر وكذلك النساء لديهن بعض المواقف المتضاربة في الدبلوماسية وانعدامها. ومن أمثلة ذلك ما جاء عن امرأة تولدت لدى زوجها موهبة كتابة الشعر فكان يصبحها بقصيدة ويمسيها بأخرى، وكان ينوع في ذلك فتارة يكتب قصيدة من البحر البسيط وتارة من المتدارك وهكذا؛ فكانت تُقابل محاولاته بتشجيعه وتصفه مرة بالمتنبي ومرة بالبحتري ومرة بمارادونا (لاعب كرة قدم)؛ فكان يُسر بذلك سروراً بالغاً، مع العلم بأن تلك المرأة عندها يقين أن زوجها يُتقنُ كل شيء إلا الشعر. * متى تصبح العلاقات أكثر توتراً بين الزوجين؟ - من المعلوم أن المرأة تتأثر بتقدمها في العمر أكثر من الرجل بكثير، وإذا أصبحت المرأة عجوزاً ربما يفكر الرجل في الزواج، وعندئذ تقف له بالمرصاد، وتقوم بما يكدر خاطره وينكد عليه عيشه حتى يصل إلى مرحلة عصيبة يكره فيها الزواج ويعاهد نفسه بالتوبة من التفكير في الزواج. وكثير من الرجال قد أصابتهم بعض الأمراض العصرية مثل السكر والضغط والجلطات بسب نسائهم وتصرفاتهن السيئة. ومن النساء من إذا صار زوجها أكبر منها بقليل فإنها تتضجر وتبدي العيوب في زوجها. الزوجة الخادمة وحدثني رجل أن له زوجة متعالية عليه مغرورة ومعجبة بنفسها وليس فيها ما يدعو إلى ذلك كله، وذات مرة يقول ذهبت معها لأحد الأسواق وواجهت أحد رفاقي وبعد سلامه عليّ وسلامي عليه قال لي سائلاً: هل هذه المرأة التي معك شغالتكم؟ يقول هذا الرجل: وبعد رجوعنا إلى البيت ذهبت جميع مظاهر التكبر التي كانت عند زوجتي وتحولت تلك المرأة المعجبة بنفسها إلى امرأة متواضعة!! وحدثني صديق أنه كان يمشي مع زوجته في أحد الطرق وكان بجوارهما امرأة تسير فسقطت تلك المرأة على الأرض. يقول إنه لما شاهدها تسقط قال: (بسم الله عليك) وغضبت زوجته غضباً شديداً وقالت: كلما سقطت امرأة سوف تُسمي عليها (الله ياخذك وياخذها). ومن الأمراض الخطيرة التي تهدد الحياة الزوجية إظهار أحد الزوجين عيوب الآخر أمام الناس والمبالغة في ذلك، ولا شك أن ذلك منزلق خطير وعيب كبير. ومن المواقف التي تذكر أن رجلاً كان يبخل على زوجته بعض الشيء فاستفتت أحد المشايخ فقال لها الشيخ: تأخذين من ماله دون علمه قدر حاجتك؛ فقامت بتفتيش محفظته وأخذت جميع ما فيها من المال، ولما بحث الزوج عن ماله لم يجد شيئاً فأصابته الحيرة!! وبعد مدة اكتشف أن زوجته هي من قامت بأخذ ما في المحفظة، ولمّا سألها عن ذلك أخبرته بأنها استفتت شيخاً فأفتى لها بجواز أخذ ما تحتاج إليه من مال زوجها ولو دون علمه، فأوسعها ضرباً، وكان الأولى أن يعطيها بعض التوجيهات، وألا يجعل يده مغلولة إلى عنقه وينفق عليها بالمعروف، وكان عليها أن تأخذ من المحفظة ما يسد حاجتها فقط. واحدة بواحدة كان زوجان في أحد الأسواق وبينما هما يتسوقان إذا بالزوج يدفع زوجته بلطف ويحثها على الخروج من السوق، فما كان من زوجته إلا أن أطلقت نظرة حادة إلى زوجها ثم واصلا السير، ورأى الزوج سلعة في أحد المحال فوقف عندها وأخذ يتفحصها فقامت زوجته بدفعه بغلظة حتى كاد يسقط على الأرض من جراء تلك الدفعة وكأنها تقول: واحدة بواحدة.
|
|
|
| |
|