| |
أشياء عابرة حسين بن قرين
|
|
هذا اليوم تساقط المطر غزيراً منذ الصباح الباكر وزخات المطر لم تتوقف.. انهمر السيل في شوارع المدينة شلت حركة المركبات والمارة قبل لحظات قليلة، كنت انهيت واجبي تجاه ربي بأدائي صلاة المغرب.. وأنا غارق في أحلامي الآنية أحادث طيف حبيبتي وأرسم خريطة حلمنا الكبير.. اقتحم علي عصفور صغير رمادي اللون خلوتي.. وقطع حبل وريدي أفكاري.. صاحت ابنة عمي الصغيرة.. عصفور.. عصفور.. عصفور.. هرولت وأخواها إلى حجرتي.. حاولوا الإمساك بالعصفور نهرتهم خالتي.. وهي تقول: بسم الله.. أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لا تلمسوه.. ربما يكون مسكوناً.. لم ينصاعوا لما قالت.. وتابعوا محاولتهم البائسة للإمساك بالعصفور الذي راح يحلق في فناء الحجرة ويرتطم من حين لآخر بالسقف حتى تطاير بعض ريشه الطري.. بعد جهد جهيد، أمسكت به.. أخرجت يدي من النافذة أطلقت سراحه نزولاً عند رغبة خالتي. حلق عبر الأفق غاب واختفى عن الأنظار وفي ظلمة الليل التي بدأت لتوها تغزو وتخيم على المكان.. عدت إلى فراشي ضحكت بيني وذات نفسي وأنا أقول: ما أروع الحرية.. ما أروع أن تنطلق عبر الفضاء الطلق هنيئاً لك أيها العصفور.
|
|
|
| |
|